تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ١٢٥
عمرو بن العلا: مرتكضة، المبرد: مضطربة من وجيف الحركات يقال: وجف القلب ووجب فهو يجف ويجب وجوفا ووجيفا ووجوبا ووحيبا.
" * (أبصارها خاشعة يقولون) *) يعني هؤلاء المكذبين للبعث من مشركي مكة إذا قيل لهم: إنكم مبعوثون بعد الموت.
" * (أنا لمردودون في الحافرة) *) أي إلى أول الحال وابتداء الأمر فراجعون أحياء كما كنا قبل حياتنا وهو من قول العرب: رجع فلان على حافرته إذا أرجع من حيث جاء، وقال الشاعر:
أحافرة على صلع وشيب معاذ الله من سفه وعار ويقال: البعد عند الحافر وعند الحافرة أي في العاجل عند ابتداء الأمر وأول سومه، والتقى القوم فاقتتلوا عند الحافرة أي عند أول كلمة.
أخبرنا أبو بكر الجمشادي قال: أخبرنا أبو بكر القطيعي قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن مسلم قال: حدثنا عمر بن مرزوق قال: أخبرنا عمران القطان قال: سمعت الحسن يقول: إنا لمردودون إلى الدنيا فنصير أحياء كما كنا، قال الشاعر:
آليت لا أنساكم فاعلموا حتى يرد الناس في الحافرة وقال بعضهم: الحافرة الأرض التي فيها تحفر قبورهم فسميت حافرة وهي بمعنى المحفورة كقوله سبحانه: " * (ماء دافق) *) و " * (عيشة راضية) *) ومعنى الآية إنا لمردودون إلى الأرض فنبعث خلقا جديدا ثم مردودون في قبورنا أمواتا، وهذا قول مجاهد والخليل بن أحمد، وقيل: سميت الأرض حافرة، لأنها مستقر الحوافر كما سمي القدم أرضا، لأنها على الأرض ومجاز الآية: نرد فنمشي على أقدامنا، وهذا معنى قول قتادة، وقال ابن زيد: الحافرة النار، وقرأ " * (تلك إذا كرة خاسرة) *) قال: هي اسم من أسماء النار وما أكثر أسمائها.
" * (أإذا كنا عظاما نخرة) *) قرأ أهل الكوفة وأيوب ناخرة بالألف، وهي قراءة عمر بن الخطاب وابنه وابن عباس وابن الزبير وابن مسعود وأصحابه، واختاره الفراء وابن جرير لوفاق رؤوس الآي، وقرأ الباقون بجرة بغير الألف، وهي اختيار أبي عبيد وأبي حاتم، قال أبو عبيد إنما اخترناه لحجتين: أحديهما: أن الجمهور الأعظم من الناس عليها، منهم أهل تهامة والحجاز والشام والبصرة، والثانية: إنا قد نظرنا في الآثار التي فيها ذكر العظام التي قد نخرت
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»