تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ١٠ - الصفحة ١٠٩
" * (فالعاصفات عصفا) *) يعني الرياح الشديدات الهبوب.
" * (والناشرات نشرا) *) يعني الرياح اللينة وقال أبو صالح هي المطرق. قال الحسن: هي الرياح يرسلها الله نشرا بين يدي رحمته اقسم الله بالرياح ثلاث مرات، مقاتل: هم الملائكة ينشرون الكتب.
" * (فالفارقات فرقا) *) قال ابن عباس وأبو صالح ومجاهد والضحاك: يعني الملائكة التي تفرق بين الحق والباطل، وقال قتادة والحسن وابن كيسان: يعني آي القرآن فرقت بين الحلال والحرام، وقيل: يعني السحابات الماطرة تشبيها بالناقة الفارق، وهي الحامل التي تجزع حين تضع، ونوق فراق.
" * (فالملقيات ذكرا) *) يعني الملائكة التي تنزل بالوحي نظيره قوله سبحانه: * (تنزل الملائكة والروح) * * (عذرا أو نذرا) *) يعني الأعذار والإنذار واختلف القراء فيهما فخففهما الأعمش وأبو عمرو وحمزة والكسائي واختاره أبو عبيد قال: لأنهما في موضع مصدرين أنما هو الأعذار والإنذار وليس بجمع فيثقلا، وثقلهما الحسن، وهي رواية الأعشى والجعفي عن أبي بكر عن عاصم، والوليد عن أهل الشام، وروح عن يعقوب الياقوت بتثقيل النذر وتخفيف العذر وهما لغتان، وقرأ إبراهيم التيمي وقتادة " * (عذرا ونذرا) *) بالواو العاطفة ولم يجعلا ألف بينهما.
" * (إنما توعدون لواقع فإذا النجوم طمست) *) محي نورها، " * (وإذا السماء فرجت) *) شقت " * (وإذا الجبال نسفت) *) قلعت من أماكنها، " * (وإذا الرسل أقتت) *) جمعت لميقات يوم معلوم، واختلف القراء فيه فقرأ أبو عمرو " * (وقتت) *) بالواو وتشديد القاف وعلى الأصل، وقرأ أبو جعفر بالواو والتخفيف، وقرأ عيسى بن عمر الثقفي: اقتت بالألف وتخفيف القاف، وقرأ الآخرون بالألف والتشديد وهي اختيار أبي عبيد وأبي حاتم، والعرب تعاقب بين الواو والهمزة كقولهم وكدت واكرت وورخت الكتاب وأرخته وودشت من القوم وأرشت ووشاح وأشاح وأكاف ووكاف ووسادة وأسادة، وقال النخعي: رعدت.
" * (لأي يوم أجلت) *) أي وقتت من الأجل وقيل: أخرت " * (ليوم الفصل) *) * * (وما أدرياك ما يوم الفصل) *) * * (ويل يومئذ للمكذبين) *) * * (ألم نهلك الأولين) *) من الأمم المكذبين في قديم الدهر " * (ثم نتبعهم الآخرين) *) السالكين سبيلهم في الكفر والتكذيب، وقرأ الأعرج نتبعهم بالجزم وقرأ ابن مسعود سنتبعهم.
* (كذلك نفعل بالمجرمين) * * (ويل يومئذ للمكذبين) *) * (ألم نخلقكم من ماء مهين) * * (فجعلناه في قرار مكين) *) * * (إلى قدر معلوم) *) وهو وقت الولادة " * (فقدرنا) *) قرأ علي والحسن
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»