وقال محمد بن إسحاق عن يسار وغيرة نزلت في رجل من المنافقين يقال له: نهشل بن الحرث، وكان حاسر الرأس أحمر العينين أسفح الخدين مشوه الخلقة، وهو الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم (من أراد أن ينظر إلى الشيطان فلينظر إلى نهشل بن الحرث)، وكان ينم حديث النبي صلى الله عليه وسلم إلى المنافقين فقيل له: لا تفعل، فقال: إنما محمد أذن، من حدثه شيئا يقبل، نقول ما شئنا ثم نأتيه فنحلف له ويصدقنا عليه، فأنزل: " * (الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن) *) يسمع من كل واحد ويقبل ما يقال له ومثله أذنة على وزن فعلة ويستوي فيه المذكر والمؤنث والواحد والجمع، وأصله: أذن يأذن أذنا إذا استمع، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم ما اذن الله لشيء كأذنه لنبي بمعنى القرآن، وقال عدي بن زيد:
أيها القلب تعلل بددن إن همي في سماع وأذن وقال الأعشى:
صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به وإن ذكرت بشر عندهم أذنوا وكان أستاذنا أبو القاسم الجبيبي يحكي عن أبي زكريا العنبري عن ابن العباس الأزهري عن أبي حاتم السجستاني أنه قال: هو أذن أي ذو أذن سامعة.
" * (قل أذن خير لكم) *) قراءة العامة بالإضافة أي أذن خير لا أذن شر، وقرأ الحسن والأشهب العقيلي: والأعمش والبرجمي: أذن خير لكم مرفوعا من المنافقين ومعناه: إن كان محمدا كما تزعمون بأن يسمع منكم ويصدقكم خير لكم من أن يكذبكم ولا يقبل قولكم.
ثم كذبهم فقال " * (يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين) *) يعلمهم، وقيل: يقال أمنتك وأمنت لك بمعنى صدقتك كقوله: " * (الذين هم بآيات ربهم يؤمنون) *) أي (............) ربهم " * (ورحمة) *) قرأ الحسن وطلحة والأعمش وحمزة: (ورحمة) عطفا على معنى أذن خير وأذن شر في قول عبد الله وأبي، وقرأ الباقون: (ورحمة) بالرفع أي: هو أذن خير، وهو رحمة، جعل الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم مفتاح الرحمة ومصباح الظلمة وهو اختيار أبي عبيد وأبي حاتم.
" * (والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم يحلفون بالله لكم ليرضوكم) *) قال قتادة والسدي: (اجتمع نفر) من المنافقين منهم جلاس بن سويد وذريعة بن ثابت فوقعوا في النبي صلى الله عليه وسلم