تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ٦٧
فارس والروم وأهل الكتاب، قال: (وهل الناس إلا هم).
قال ابن عباس في هذه الآية: ما أشبه الليلة بالبارحة، هؤلاء بنو إسرائيل شبهنا بهم، وقال ابن مسعود: أنتم أشبه الأمم ببني إسرائيل سمتا وهديا، تتبعون عملهم حذو القذة بالقذة غير أني لا أدري أتعبدون العجل أم لا.
وقال حذيفة: المنافقون الذين فيكم اليوم شر من المنافقين الذي كانوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم قلنا: وكيف؟ قال: أولئك كانوا يخفون نفاقهم وهؤلاء أعلنوه.
2 (* (ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولاكن كانوا أنفسهم يظلمون * والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أوليآء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلواة ويؤتون الزكواة ويطيعون الله ورسوله أولائك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم * وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة فى جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذالك هو الفوز العظيم) *) 2 " * (ألم يأتهم) *) يعني المنافقين والكافرين " * (نبأ) *) خبر " * (الذين من قبلهم) *) حين عصوا رسلنا وخالفوا أمرنا كيف أهلكناهم وعذبناهم ثم ذكرهم. فقال " * (قوم نوح) *) بالمعنى بدلا من الذين أهلكوا بالطوفان " * (وعاد) *) أهلكوا بالريح " * (وثمود) *) أهلكوا بالرجفة " * (وقوم إبراهيم) *) بسلب النعمة وهلاك نمرود " * (وأصحاب مدين) *) يعني قوم شعيب بعذاب يوم الظلة " * (والمؤتفكات) *) المنقلبات التي جعلت عاليها سافلها، وهم قوم لوط " * (أتتهم رسلهم بالبينات) *) فكذبوهم وعصوهم كما فعلتم يا معشر الكفار فاحذروا بتعجيل النقمة " * (فما كان الله ليظلمهم) *) إلى قوله " * (بعضهم أولياء بعض) *) في الدين والملة والعون والنصرة والمحبة والرحمة. قال جرير بن عبد الله سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (المهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة)، والطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيف، بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة)، " * (يأمرون بالمعروف) *) بالإيمان والخير " * (وينهون عن المنكر) *) مالا يعرف في شريعة ولا سنة.
قال أبو العالية كلما ذكر الله تعالى في كتابة من الأمر بالمعروف فهو رجوع من الشرك إلى
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»