تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٥ - الصفحة ٦٨
الإسلام، والنهي عن المنكر فهو النهي عن عبادة الأوثان والشيطان " * (ويقيمون الصلاة) *) المفروضة " * (ويطيعون الله ورسوله أولئك) *) إلى قوله " * (ومساكن طيبة) *) ومنازل طيبة.
قال الحسن: سألت أبا هريرة وعمران بن حصين عن قول الله " * (ومساكن طيبة في جنات عدن) *). قالا: على الخبير سقطت، سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: (قصر في الجنة من لؤلؤ فيه سبعون دار من ياقوتة حمراء، في كل دار سبعون بيتا من زبرجدة خضراء، في كل بيت سبعون سريرا، على كل سرير سبعون فراشا، على كل فراش زوجة من الحور العين، وفي كل بيت مائدة وعلى كل مائدة سبعون لونا من الطعام، وفي كل بيت وصيفة، ويعطى المؤمن من القوة في غداة واحدة ما يأتي على ذلك أجمع).
" * (في جنات عدن) *) في بساتين ظلال وإقامة، يقال: عدن بالمكان إذا أقام به، ومنه المعدن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (عدن دار الله التي لم ترها عين ولم تخطر على قلب بشر، لا يسكنها غير ثلاثة من النبيين والصديقين والشهداء، يقول الله: طوبى لمن دخلك).
وقال عبد الله بن مسعود: هي بطنان الجنة أي وسطها، وقال ابن عباس: سألت كعبا عن جنات عدن فقال: هي الكروم والأعناب بالسريانية، وقال عبد الله بن عمر: إن في الجنة قصرا يقال له عدن، حوله البروج والمروج، له خمسة آلاف باب، على كل باب (حبرة) لا يدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد.
قال الحسن: جنات عدن، وما أدراك ما جنات عدن، قصر من ذهب لا يدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد أو حكم عدل، ورفع به صوته. (في حديث آخر قصر) في الجنة يقال له: عدن، حوله البروج والمروج له خمسون ألف باب، وقال الضحاك: هي مدينة الجنة فيها الرسل والأنبياء والشهداء وأئمة الهدى، والناس حولهم بعد، والجنان حولها.
وقال عطاء بن السايب: عدن نهر في الجنة جناته على حافتيه، وقال مقاتل والكلبي: أعلى درجة في الجنة وفيها عين التسنيم، والجنان حولها محدقة بها وهي مغطاة من يوم خلقها الله عز وجل حتى ينزلها أهلها الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون ومن شاء الله، وفيها قصور الدرة والياقوت والذهب، فتهب الريح الطيبة من تحت العرش فتدخل عليهم كثبان المسك الأحلى، وقال عطاء الخراساني في قوله: " * (ومساكن طيبة في جنات عدن) *) قال: قصر من الزبرجد والدر والياقوت يفوح طيبها من مسيرة خمسمائة عام في جنات عدن، وهي قصبة الجنة وسقفها عرش الرحمن.
" * (ورضوان من الله أكبر) *) رفع على الابتداء، أي رضا الله عنهم أكبر من ذلك كله
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»