تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ٢٧١
وما نقموا من بني أمية إلا أنهم يحلمون إن غضبوا وقال الضحاك وغيره: يعني وما يطعن علينا. قال عطاء: ما لنا عندك من ذنب وما ارتكبنا منك مكروها تعذبنا عليه " * (إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا) *) ثم (فزعوا) إلى الله عز وجل فقالوا " * (ربنا أفرغ) *) اصبب " * (علينا صبرا) *) أصبب علينا الصبر عند القطع والصلب حتى لا نرجع كفارا " * (وتوفنا مسلمين) *) واقبضنا إليك على دين موسى، فكانوا أول النهار كفارا سحرة وآخره شهداء بررة.
" * (وقال الملأ من قوم فرعون أتذر) *) أتدع " * (موسى وقومه ليفسدوا) *) كي يفسدوا عليك ملكك عبيدك " * (في الأرض) *) في أرض مصر " * (ويذرك) *) يعني وليذرك.
وروى سليمان التيمي عن أنس بن مالك أنه قرأ ويذرك بالرفع والنون، (أخبروا) عن أنفسهم أنهم يتركون عبادته إن ترك موسى حيا فيصرفهم عنا.
وقرأ الحسن (ويذرك) بالرفع على تقدير المبتدأ، أي وهو يذرك، " * (آلهتك) *) فلا نعبدك ولا نعبدها. قال ابن عباس: كان لفرعون بقرة يعبدها وكانوا إذا رأوا بقرة حسناء أمرهم أن يعبدوها، ولذلك أخرج السامري لهم عجلا.
وروى عمرو عن الحسين قال: كان لفرعون حنانة معلقة في نحره يعبدها ويسجد عليها كأنه صنم كان عابده يحن إليه.
وروي عن ابن عباس أيضا أنه قال: كان فرعون يصنع لقومه أصناما صغارا ويأمرهم بعبادتها ويقول لهم: أنا رب هذه الأصنام، وذلك قوله " * (أنا ربكم الأعلى) *).
قال أبو عبيد: وبلغني عن الحسن أنه قيل له: هل كان فرعون يعبد شيئا؟ قال: نعم كان يعبد تيسا.
وقرأ ابن مسعود وابن عباس وبكر بن عبد الله (الشعبي) والضحاك وابن أبي إسحاق: إلهتك بكسر الألف أي (إلهك) فلا يعبدك كما تعبد. قالوا: لأن فرعون كان يعبد ولا يعبد.
وقيل أراد بالآلهة الشمس وكانوا يعبدونها.
قال (عيينة) بن (شهاب):
تروحنا من الأعيان عصرا فأمحلنا الآلهة أن تؤوبا
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 ... » »»