تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ٢٧٢
بمعنى الشمس " * (قال) *) يعني فرعون سنقتل أبنائهم بالتشديد على التكثير. وقرأ أهل الحجاز بالتخفيف " * (ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون) *) غالبون.
قال ابن عباس: كان فرعون يقتل بني إسرائيل في العام الذي قيل له إنه يولد مولود يذهب بملكك فلم يزل يقتلهم حتى أتاهم موسى (عليه السلام) بالرسالة فلما كان من أمر موسى ما كان أمر بإعادة عليهم القتل فشكت بنو إسرائيل إلى موسى (عليه السلام) فعند ذلك " * (قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله) *) يعني أرض مصر " * (يورثها) *) يعطيها " * (من يشاء من عباده) *) وقرأ الحسن يورثها بالتشديد والاختيار والتخفيف لقوله تعالى وأورثنا الأرض " * (والعاقبة للمتقين) *) يعني النصر والظفر، وقيل: السعادة والشهادة، وقيل: الجنة.
وروى عكرمة عن ابن عباس قال: لما آمنت السحرة اتبع موسى ست مائة ألف من بني إسرائيل " * (قالوا) *) يعني قوم موسى " * (أوذينا) *) بقتل الأبناء واستخدام النساء والتسخير. " * (من قبل أن تأتينا) *) بالرسالة " * (ومن بعد ما جئتنا) *) بالرسالة وإعادة القتل والتعذيب وأخذ الأموال والأتعاب في العمل.
قال وهب: كانوا أصنافا في أعمال فرعون فأما ذوو القوة منهم فيسلخون السوابي من الجبال وقد (.......) أعناقهم وعواتقهم وأيديهم ودبرت ظهورهم من قطع ذلك وقتله.
وطائفة أخرى قد (قرحوا) من ثقل الحجارة وسير (الليل) له، وطائفة يلبنون اللبن ويطنبون الأجر، وطائفة نجارون وحدادون، والضعفاء بينهم عليهم الخراج ضريبة يودون كانت ضربت عليه الشمس، قيل: وإن يردى ضريبته غلت يده إلى عنقه شهرا، وأما النساء فيقرن أختان وينسجنه فقال موسى (عليه السلام) لهم " * (عسى ربكم أن يهلك عدوكم) *) فرعون " * (ويستخلفكم في الأرض) *) ويسكنكم مصر من بعدهم بالتسخير والاستعباد وهم بنو إسرائيل " * (مشارق الأرض ومغاربها) *) يعني مصر والشام " * (التي باركنا فيها) *) بالماء والأشجار والثمار وإنما ذكر بلفظ (.....).
2 (* (وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الارض ومغاربها التى باركنا فيها وتمت كلمت ربك الحسنى على بنىإسرءيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون * وجاوزنا ببنىإسرءيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا ياموسى اجعل لنآ إلاها كما لهم ءالهة قال إنكم قوم تجهلون * إن هاؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون * قال أغير الله أبغيكم إلاها وهو فضلكم على العالمين * وإذ أنجيناكم من ءال فرعون يسومونكم سوء العذاب يقتلون أبنآءكم ويستحيون نسآءكم وفي ذالكم بلاء من ربكم عظيم) *) 2
(٢٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 ... » »»