تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ٢٢٨
والأنداد " * (وادعوه) *) واعبدوه " * (مخلصين له الدين) *) الطاعة والعبادة " * (كما بدأكم تعودون) *) قال النبي صلى الله عليه وسلم (تبعث كل نفس على ما كانت عليه).
قال ابن عباس: إن الله سبحانه بدأ خلق ابن آدم مؤمنا وكافرا كما قال " * (هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن) *) ثم يعيده يوم القيامة كما بدأ خلقهم كافرا ومؤمنا، فيبعث المؤمن مؤمنا والكافر كافرا.
وقال جابر: يبعثون على ما ماتوا عليه المؤمن على إيمانه والمنافق على نفاقه. وقال أبو العالية: عادوا إلى علمه فيهم.
قال محمد بن كعب: من ابتدأ خلقه على الشقوة صار إلى ما ابتدأ عليه خلقه وإن عمل بإعمال أهل السعادة، كما أن إبليس عمل أعمال أهل السعادة صار إلى ما ابتدأ عليه خلقه، ومن ابتدأ خلقه على السعادة صار إلى ما ابتدأ عليه خلقه وإن عمل أهل الشقاوة، كما أن السحرة عملت أعمال أهل الشقاء ثم صاروا إلى ما ابتدأ عليه خلقهم.
وقال سعيد بن جبير: معناه كما كتب عليكم يكونون نضير قوله " * (كما بدأنا أول خلق نعيده) *).
قال قتادة: خلقكم من التراب وإلى التراب تعودون نضير قوله " * (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم) *).
وقال الربيع ابن أنس: كما بدأكم عريانا تعودون لهم عريانا. نضيره قوله: " * (ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة) *).
وقال السدي: كما خلقكم فريق مهتدون وفريق ضلال، كذلك تعودون تخرجون من بطون أمهاتكم، قال الحسن ومجاهد: كما بدأكم فخلقكم فريق مهتدون وفريق ضلال. كذلك تعودون يوم القيامة، نضيره قوله " * (كما بدأنا أول خلق نعيده) *).
روي سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (يحشر الناس حفاة عراة وأول من يكسى إبراهيم عليه السلام) ثم قرأ " * (كما بدأنا أول خلق نعيده) *)) .
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»