تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ٢٣٩
وقال أهل الحق من المتكلمين: أحدث الله فعلا سماه استواء، وهو كالإتيان والمجيء والنزول (وهي) صفات أفعاله.
روى الحسن عن أم سلمة في قوله تعالى " * (الرحمان على العرش استوى) *) قالت: الكيف غير معقول والاستواء غير مجهول والنزول به إيمان والجحود به كفر.
عن محمد بن شجاع البلخي قال: سئل مالك بن أنس عن قول الله تعالى " * (الرحمن على العرش استوى) *) كيف استوى؟ قال: الكيف مجهول والاستواء غير معقول والإيمان واجب فالسؤال عنه بدعة.
وروى محمد بن شعيب بن شابور عن أبيه أن رجلا سأل (الأوزاعي) في قوله تعالى " * (الرحمان على العرش استوى) *) فقال: هو على العرش كما وصف نفسه، وإني لأراك رجلا ضالا.
وبلغني أن رجلا سأل إسحاق بن الهيثم الحنظلي فقال: كيف استوى على العرش أقائم هو أم قاعد؟
فقال: يا هذا إنما يقعد من يمل القيام ويقوم من يمل القعود وغير هذا أولى لك ألا تسأل عنه.
والعرش في اللغة السرير.
وقال آخرون: هو ما علا وأظل، ومنه عرش الكرم، وقيل: العرش الملك.
قال زهير:
تداركتما الاحلاف قد ثل عرشها وذبيان قد زلت بأقدامها النعل " * (يغشى) *) (يطمس) * * (الليل النهار يطلبه حثيثا) *) مسرعا " * (والشمس والقمر والنجوم مسخرات) *) أي مذللات " * (بأمره) *) وقرأ أهل الشام بالرفع على الابتداء والخبر " * (ألا له الخلق والأمر) *) سمعت أبا القاسم (الحبيبي) يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن نافع التاجر بهرات الشجري يقول: سمعت أبا زيد حاتم بن محبوب السامي يقول: سمعت عبد الجبار ابن العلاء العطار يقول: سألت سفيان بن عيينة عن قوله " * (ألا له الخلق والأمر) *) فقال: فرق الله بين الخلق والأمر ومن جمع بينهما فقد كفر.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من لم يحمد الله على (ما عمل من) عمل صالح وحمد نفسه فقد
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 ... » »»