تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ٢٣٢
بعد. قال ابن عباس وقتادة والضحاك: يعني أعمالهم وما كتب عليهم من خير أو شر، فمن عمل خيرا أجزي به ومن عمل شرا أجزي به. مجاهد عن ابن عباس قال: هو ما وعدو من خير وشر. عطية عن ابن عباس أنه قال: ينالهم ما كتب لهم وقد كتب لمن يفتري على الله أن وجهه مسود، يدل عليه (قوله تعالى)، " * (وجوههم يومئذ مسودة) *).
قال الربيع والقرظي وابن زيد: يعني ما كتب لهم من الأرزاق والأعمال والأعمار فإذا فنيت و (تم خرابها) * * (حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم) *) يقبضون أرواحهم يعني ملك الموت وأعوانه " * (قالوا أين ما كنتم تدعون) *) تعبدون من دون الله " * (قالوا ضلوا عنا) *) أنشغلوا بأنفسهم " * (وشهدوا على أنفسهم) *) أقروا " * (إنهم كانوا كافرين) *) قالوا: (شهدنا) على أنفسنا (بتبليغ الرسل) وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا وأقروا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين " * (قل أدخلوا) *) يقول الله عز وجل لهم يوم القيامة ادخلوا " * (في أمم) *) يعني مع جماعات " * (قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار) *) يعني كفار الأمم الماضية " * (كلما دخلت أمة لعنت أختها) *) في الدين والملة ولم يقل أخاها لأنه عنى بها الأمة فيلعن المشركون المشركين واليهود اليهود، وكذلك النصارى النصارى والمجوس المجوس ويلعن الأتباع القادة يقولون: لعنكم الله أنتم غررتمونا يقول الله عز وجل " * (حتى إذا أدركوا فيها) *) أي تلاحقوا " * (جميعا) *) قرأ الأعمش: حتى إذا تداركوا، على الأصل، وقرأ النخعي: حتى إذا أدركوا، مثقلة الدال من غير ألف أراد فنقلوا من الدرك.
" * (قالت آخراهم) *) قال مقاتل: يعني أخراهم دخولا للنار وهم الأتباع، " * (لأولاهم) *) دخولا وهم القادة.
قال ابن عباس: (أخراهم) يعني آخر الأمم، (لأولاهم) يعني أول الأمم، وقال السدي: أخراهم يعني الذين كانوا في آخر الزمان. (لأولاهم) يعني الذين شرعوا لهم ذلك الدين " * (ربنا هؤلاء أضلونا) *) عن الهدى. يعني الفساد " * (فآتهم) *) أي فأعطاهم " * (عذابا ضعفا في النار) *) أي مضعفا من النار " * (قال لكل ضعف) *) من العذاب " * (ولكن لا تعلمون) *) حتى يحل بكم " * (وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل) *) لأنكم كفرتم كما كفر به ونحن وأنتم في الكفر شرع سواء وفي العذاب أيضا " * (فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح) *) قرئ بالياء والياء والتشديد والتخفيف جميعا " * (لهم أبواب السماء) *) يعني لا أرواحهم وأعمالهم لأنها خبيثة فلا يصعد بل تهوى بها إلى (سجن) تحت الصخرة التي تحت الأرضين.
روى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الميت ليحضره الملائكة فإذا كان الرجل الصالح قالوا: أخرجي أيتها النفس الطيبة التي كانت في الجسد الطيب أخرجي حميدة، وأبشري
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»