تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ٢٢٣
وقال أمية بن أبي الصلب:
قال لإبليس رب العباد أخرج (رجس الدنيا) مذؤما " * (لمن تبعك منهم) *) من بني آدم " * (لأملأن جهنم منكم) *) منك ومن ذريتك وكفار ذرية آدم " * (أجمعين) *)) .
* (ويائادم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هاذه الشجرة فتكونا من الظالمين * فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هاذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين * وقاسمهمآ إني لكما لمن الناصحين * فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهمآ ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكمآ إن الشيطان لكما عدو مبين * قالا ربنا ظلمنآ أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين * قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم فى الارض مستقر ومتاع إلى حين * قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون) *) 2 " * (ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا منها حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين فوسوس) *) يعني إليهما ومعناه فحدث إليهما " * (الشيطان ليبدي لهما ما وري عنهما من سوءاتهما) *) يعني ليظهر لهما ما غطى وستر عنهما من عوراتهما، وقال وهب: كان عليهما نور لا يرى سوءاتهما ثم بين الوسوسة " * (وقال مانهاكما) *) يا آدم وحواء " * (ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين) *) يعني إلا أن تكونا وكراهية أن يكونا من الملائكة يعملان الخير والشر.
وقرأ ابن عباس والضحاك ويحيى بن أبي معين: ملكين بكسر اللام من الملك أخذوها من قوله " * (هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى) *).
" * (أو تكونا من الخالدين) *) من الباقين الذين لا يموتون " * (وقاسمهما) *) أي أقسم وحلف لهما، وقاسم من المفاعلة أي يختص الواحد مثل المعافاة المعاقبة والمناولة.
قال خالد بن زهير:
وقاسمهما بالله جهدا لأنتم ألذ من السلوى إذا ما نشورها قال قتادة: حلف لهما بالله عز وجل حتى خدعهما وقد يخدع المؤمن بالله فقال: إني خلقت قبلكما وأنا أعلم منكما فاتبعاني أرشدكما، وكان بعض أهل العلم يقول: من خادعنا بالله خدعنا.
(٢٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 ... » »»