تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ٢٢٦
قال قطرب: الريش والرياش واحد، كقولك دبغ ودباغ ولبس ولباس وحل وحلال وحرم وحرام، ويجوز أن يكون مصدرا من قول القائل: راشه إليه بريشه رياشا.
والرياش في كلام العرب الأثاث وما ظهر من المتاع والثياب و الفراش وغيرها. وقال ابن عباس: الرياش اللباس والعيش والنعيم. وقال الأخفش: الرياش الخصبة والمعايش.
" * (ولباس التقوى خير) *) قرأ أهل المدينة والشام. والكسائي ولباس التقوى بالنصب عطفا على الريش. وقرأ الباقون بالرفع على الابتداء وخبره (خير).
وجعلوا ذلك صلة في الكلام، وكذلك قرأ ابن مسعود وأبي بن كعب: ولباس التقوى خير. واختلفوا في لباس التقوى ما هو (هل) يدل على لباس التقوى (الدرع) والساعدان. والساقان. والآلات التي يتقى بها في الحرب مع العدو.
وقال قتادة والسدي وابن جريج: لباس التقوى هو الإيمان. وقال معبد الجهني: هو الحياة. وأنشدني أبو القاسم (السدوسي) قال: أنشدني أبو عرابة الدوسي في معناه إني كأني أرى من لا حيالة ولا أمانة وسط الناس عريانا.
عطية عن ابن عباس: هو العمل الصالح وروى الذبال بن عمرو عن ابن عباس قال: هو السمت الحسن في الوجه.
وقال الحسن: رأيت عثمان بن عفان (رضي الله عنه) على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه قميص قوهي محلول الزر وسمعته يأمر بقتل الكلاب وينهى عن اللعب بالحمام، ثم قال: أيها الناس اتقوا الله في هذه السرائر، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (والذي نفس محمد بيده ما عمل أحد قط سرا إلا ألبسه الله رداءه علانية إن خيرا فخير وإن شرا فشر) ثم تلا هذه الآية " * (وريشا ولباس التقوى ذلك خير) *) قال: السمت الحسن.
وقال عروة بن الزبير: لباس التقوى خشية الله، ابن زيد: ستر للعورة يتقي الله فيواري عورته " * (ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون) *) قال وهب بن منبه: الإيمان عريان لباسه التقوى وزينته الحياء وفاله (الفقه) وجماله العفة، وثمره العمل الصالح. " * (يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان) *) لا يعلمنكم ولا يستزلنكم فتبدي برأيكم للناس في الطواف بطاعتكم. " * (كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما) *) * * (إنه) *) يعني الشيطان " * (يراكم) *) يا بني آدم " * (هو وقبيله) *) خيله وجنوده وهم الجن والشياطين.
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»