تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ٢٢٧
قال ابن زيد: نسله " * (من حيث لا ترونهم) *) قال مجاهد: قال إبليس: جعل لنا أربعا: نرى ولا يرى ونخرج من تحت الثرى. ويعود شيخنا فتى.
قال مالك بن دينار: إن عدوا (يراك) ولا تراه لشديد (المؤنة) إلا من عصم الله.
وسمعت أبا القاسم (الحبيبي) قال: سمعت أبي قال: سمعت علي بن محمد الوراق يقول: سمعت يحيى بن معاذ الرازي يقول: الشيطان قديم وأنت حديث والشيطان لين وأنت ناعم الناحية والشيطان يراك وأنت لا تراه والشيطان لا ينساك وأنت لا تزال تنساه ومن نفسك له عون وليس لك منه عون.
وقيل: صدر ابن آدم مسكن له ويجري من ابن آدم مجرى الدم، وأنه لا يقاومه إلا بعون الله. ومنه يقول: ولا أراه من حيث يراني. وعندما أنساه لا ينساني فسيدي إن لم (تغث) يسبيني كما سبا آدم من جنانك.
قال ذو النون المصري: إن كان هو يراك من حيث لا تراه فإن الله يراه من حيث لا يرى الله فاستعن بالله عليه فإن كيد الشيطان كان ضعيفا.
" * (إنا جعلنا الشياطين أولياء) *) أعوانا وقرناء " * (للذين لا يؤمنون وإذا فعلوا فاحشة) *) وفاحشتهم أنهم كانوا يطوفون بالبيت عراة الرجال (بالنهار والنساء بالليل). ويقولون: نطوف كما ولدتنا أمهاتنا ولا نطوف في الثياب التي اقترفنا فيها الذنوب.
وكانت المرأة تضع على قبلها النسعة أو الشيء وتقول:
اليوم يبدو بعضه أو كله وما بدى منه فلا أحله وفي الآية إضمار ومعناه " * (وإذا فعلوا فاحشة) *) ونهوا عنها " * (قالوا وجدنا عليه آباءنا) *) قيل: من أين أخذوا آباؤكم قالوا: " * (الله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون) *) * * (قل أمر ربي بالقسط) *) قال ابن عباس: بلا إله إلا الله، وقال الضحاك: التوحيد، وقال مجاهد والسدي: بالعدل " * (وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد) *) قال مجاهد والسدي وابن زيد: يعني وجهوا وجوهكم حيث ما كنتم في الصلاة إلى الكعبة.
وقال الضحاك: إذا حضرت الصلاة وأنتم عند المسجد فصلوا فيه ولا تقولن: أحب أن أصلي في مسجدي، وإذا لم يكن عند مسجد (فليأت) أي مسجد فليصل فيه.
وقال الربيع: معناه واجعلوا سجودكم لله سبحانه وتعالى خالصا دون ما سواه من الآلهة
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»