تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ٢٣٣
بروح من الله وريحان ورب غير غضبان فيقولون ذلك حتى تخرج ثم تعرج بها إلى السماء فينفتح لها فيقال: من هذا (فيقال: فلان) فيقولون: مرحبا بالنفس الطيبة التي كانت في الجسد الطيب ادخلي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان، فيقال: ذلك لها حتى يعرج بها إلى السماء السابعة.
وإذ كان الرجل السوء قالوا: أخرجي أيتها النفس الخبيثة من الجسد الخبيث أخرجي ذميمة وأبشري بحميم وغساق وآخر من شكله أزواج، فيقولون ذلك حتى يخرج، ثم يعرج بها إلى السماء فتفتح لها فيقال: من هذا فيقولون فلان، فيقولون: لا مرحبا بالنفس الخبيثة التي كانت في الجسد الخبيث أرجعي ذميمة فإنه لا يفتح لك أبواب السماء فيرسل من السماء والأرض فيصير إلى القبر.
" * (ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط) *) يعني يدخل البعير في ثقب الإبرة (وهذا مثل والسم) وهو الإبرة.
وقرأ عكرمة و سعيد بن جبير: الجمل بضم الجيم وبتشديد الميم. وهو حبل السفينة ويقال لها الفلس قال عكرمة: هو الحبل الذي يصعد به إلى النخل " * (وكذلك نجزي المجرمين لهم من جهنم مهاد) *) فراش من نار " * (ومن فوقهم غواش) *) وهي جمع غاشية وذلك ما غشاهم وغطاهم وقال القرظي ومجاهد: هي اللحف " * (وكذلك نجزي الظالمين) *) قال البراء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يكسي الكافر لوحين من نار في قبره)، فذلك قوله * (لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش) * * (والذين آمنوا وعموا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها) *) أي طاقتها ومايسعها ويحل لها فلا تخرج منه ولا تضيق عليه " * (أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ونزعنا) *) وأخرجنا وأذهبنا " * (ما في صدورهم) *) قلوبهم " * (من غل) *) وحقد وعداوة كان من بعضهم على بعض في الدنيا فجعلناهم إخوانا على سرر متقابلين لا (يحسد) بعضهم بعض على شيء خص الله به بعضهم وفضلهم به، روى الحسن بن علي (رضي الله عنه) قال: فينا والله أهل البيت نزلت " * (ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على مسرر متقابلين) *).
وقال علي كرم الله وجهه أيضا: (إني لا أرجوا أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير من الذين قال الله " * (ونزعنا ما في صدورهم) *) الآية
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»