تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ٢١٨
فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين * قال أنظرنى إلى يوم يبعثون * قال إنك من المنظرين * قال فبمآ أغويتنى لأقعدن لهم صراطك المستقيم * ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمآئلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين * قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين) *) 2 " * (ولقد خلقناكم) *) قال ابن عباس: خلقنا أصلكم وأباكم آدم " * (ثم صورناكم) *) في أرحام أمهاتكم قال قتادة والربيع والضحاك والسدي: أما خلقناكم فآدم وأما صورناكم فذريته. قال مجاهد: خلقنا آدم ثم صورناكم في ظهر آدم.
وقال عكرمة: خلقناكم في أصلاب الرجال وصورناكم في أرحام النساء قال عطاء: خلقوا في ظهر آدم ثم صوروا في الأرحام.
وقال يمان: خلق الإنسان في الرحم ثم صوره ففتق سمعه وبصره وأصابعه، فإن قيل: ما وجه قوله " * (ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) *) وإنما خلقنا بعد ذلك وثم يوجب الترتيب والتراخي. كقول القائل: قمت ثم قعدت لا يكون القعود إلا بعد القيام.
قلنا: قال قوم: على التقديم والتأخير، قال يونس: الخلق والتصوير واحد (......) إلينا، كما نقول: قد ضربناكم وإنما ضربت سيدهم، قال الأخفش: ثم بمعنى الواو ومجازه: قلنا، كقول الشاعر:
سألت ربيعة من خيرها أبا ثم آما فقالت لمه أراد أبا وأما.
" * (فسجدوا) *) يعني الملائكة " * (إلا إبليس لم يكن من الساجدين) *) لآدم فقال الله لإبليس حين امتنع من السجود لآدم " * (قال ما منعك ألا تسجد) *) قال بعضهم: لا زائدة (وإن صلة) تقدير الكلام: ما منعك السجود لآدم، لأن المنع يتعدى إلى مفعولين قال الله عز وجل: " * (وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون) *).
قال الشاعر:
ويلحينني في اللهو أن لا أحبه وللهو داع دائب غير غافل
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»