تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ٢٣٤
وقال السدي: في هذه الآية: إن أهل الجنة إذا سيقوا إلى الجنة وجدوا عند بابها شجرة في أصل ساقها عينان فشربوا من إحداهما، فينزع ما في صدورهم من غل فهو الشراب الطهور واغتسلوا من الأخرى فجرت عليهم نضرة النعيم فلم يشعثوا ولم يتسخوا بعدها أبدا.
وروى الجزائري عن أبي نضرة قال: تحتبس أهل الجنة حتى تقتص بعضهم من بعض حتى يدخلوا الجنة حين يدخلونها، ولا يطلب أحد منهم أحدا علاقة ظفر ظلمها إياه وتحبس أهل النار دون النار حتى تقتص لبعضهم من بعض يدخلون النار حين يدخلونها، ولا يطلب أحد منهم أحدا بعلاقة ظفر ظلمها إياه " * (تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا) *) وفقنا وأرشدنا إلى هذا يعني طريق الجنة وقال سفيان الثوري: معناه الحمد لله الذي هدانا لعمل هذا ثوابه " * (وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله) *) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل أهل النار يرى منزلة من بالجنة فيقولون: لو هدانا الله نكون (من المؤمنين) وكل أهل الجنة ترى منزلة من بالنار ويقولون: لولا أنه هدانا الله فهذا شكرهم قال: وليس (هناك) من كافر ولا مؤمن إلا وله في الجنة أو النار منزل (فإذا) دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار فدخلوا منازلهم رفعت الجنة لأهل النار فنظروا إلى منازلهم فيها فقيل لهم هذه منازلكم لو عملتم بطاعة الله، ثم يقال: يا أهل الجنة رثوهم بما كنتم تعملون فيقسم بين أهل الجنة منازلهم، ونودوا أن صحوا ولا تسقموا وأخلدوا فلا تموتوا وأنعموا ولا تيأسوا وشبوا فلا تهرموا.
2 (* (ونادىأصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين * الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالاخرة كافرون * وبينهما حجاب وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون * وإذا صرفت أبصارهم تلقآء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين * ونادى أصحاب الاعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا مآ أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون * أهاؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون * ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من المآء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين * الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحيواة الدنيا فاليوم ننساهم كما نسوا لقآء يومهم هاذا وما كانوا بئاياتنا يجحدون) *) 2 " * (ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا) *) من الثواب " * (حقا) *) صدقا " * (فهل وجدتم ما وعدكم ربكم) *) من العذاب " * (حقا) *) (هذا قول محمد بن جرير) * * (قالوا
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»