تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ١٤٣
وقال النضر بن شميل: معناه بل بدا (لعنهم)، ثم قال " * (ولو ردوا) *) إلى الدنيا " * (لعادوا لما نهوا عنه) *) من الكفر " * (وإنهم لكاذبون) *) في قولهم: لو ردونا إلى الدنيا لم نكذب بآيات ربنا وكنا من المؤمنين.
(* (وقالوا إن هى إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين * ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هاذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون * قد خسر الذين كذبوا بلقآء الله حتى إذا جآءتهم الساعة بغتة قالوا ياحسرتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا سآء ما يزرون * وما الحيواة الدنيآ إلا لعب ولهو وللدار الاخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون * قد نعلم إنه ليحزنك الذى يقولون فإنهم لا يكذبونك ولاكن الظالمين بئايات الله يجحدون * ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جآءك من نبإ المرسلين * وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغى نفقا فى الارض أو سلما فى السمآء فتأتيهم بئاية ولو شآء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين) *) 2 " * (وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا) *) فيه تقديم وتأخير، وكان عبد الرحمن بن زيد بن أسلم يقول: هذا من قولهم: لو ردوا لقالوا " * (وما نحن بمبعوثين) *) بعد الموت " * (ولو ترى إذ وقفوا على ربهم) *) قيل: على حكم الله (......) فهم (وتكلمنا اليدين) بأمر الله " * (قال أليس هذا) *) العذاب " * (بالحق قالوا بلى وربنا) *) إنه حق " * (قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون) *).
أي بكفركم " * (قد خسر) *) وكس وهلك " * (الذين كذبوا بلقاء الله) *) بالبعث بعد الموت " * (حتى إذا جاءتهم الساعة) *) القيامة، " * (بغتة) *) فجأة " * (قالوا يا حسرتنا) *) ندامتنا " * (على ما فرطنا) *) قصرنا " * (فيها) *) في الطامة، وقيل: تركنا في الدنيامن عمل الآخرة.
وقال محمد بن جرير: الهاء راجعة إلى الصفقة، وذلك إنه لما تبين لهم خسران صفقتهم بيعهم الإيمان بالكفر والدنيا بالآخرة، قالوا: يا حسرتنا على ما فرطنا فيها، أي في الصفقة فترك ذكر الصفقة كما يقول " * (قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله) *) لأن الخسران لا يكون إلا في صفقة بيع.
قال السدي: يعني على ما ضيعنا من عمل الجنة، يدل عليه ما روى الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية قال: (يرى أهل النار منازلهم من الجنة فيقولون: يا حسرتنا) * * (وهم يحملون أوزارهم) *) آثامهم وأفعالهم.
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»