تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٢ - الصفحة ٥٨
وروى ابن أبي مليكة: إن رجلا قال لعائشة: إني أريد أن أوصي، قالت: كم مالك؟ قال: ثلاثة آلاف. قالت: كم عيالك؟
قال: أربعة: قالت: إنما قال: الله تعالى " * (إن ترك خيرا) *) وهذا شيء يسير فاتركه لعيالك.
وروى سفيان بن بشير بن دحلوق قال: قال عروة بن ثابت للربيع بن خيثم: اوص لي بمصحفك. قال: فنظر إلى أبيه فقال: " * (أولي الأرحام بعضهم أولى ببعض) *).
وروى سفيان عن الحسين بن عبد الله عن إبراهيم قال: ذكر لنا إن زبيرا وطلحة كانا يشددان في الوصية. فقال: ما كان عليهما أن لايفعلا. مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يوص وأوصى أبو بكر، أي ذلك فعلت فحسن.
" * (فمن بدله) *) أي فمن غير الوصية من الأوصياء والأولياء أو الشهود.
" * (من بعدما سمعه) *) من الميت فإنما ذكر الكناية عن الوصية وهي مؤنثة لأنها في معنى الإيصاء لقوله " * (فمن جاءه موعظة من ربه) *) رده إلى الوعظ ونحوها كثيرة.
وقال المفضل: لأن الوصية قول فذهب إلى المعنى وترك اللفظ.
كقول امرئ القيس.
برهرهة رودة رخصة كخرعوبة اليانة المنقطر المنقطر: المنتفخ بالورق وهو أنعم ما يكون فذهب إلى القضيب فترك لفظ الخرعوبة.
" * (فإنما إثمه على الذين يبدلونه) *) وصي الميت.
" * (إن الله سميع) *) لوصاياكم.
" * (عليم) *) بنياتكم.
" * (فمن خاف) *) أي خشي، وقيل: علم وهو الأجود كقوله " * (إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم) *).
وقال أبو محجر الثقفي:
فلا تدعني بالفلاة فانني أخاف إذا مامت أن لا أذوقها أراد: أعلم.
" * (من موص) *) قرأ مجاهد وعطاء وحميد وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر وشيبة ونافع: بالتخفيف واختاره أبو حاتم
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»