تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٢ - الصفحة ٥٣
فأما المدح فقوله تعالى: " * (والمقيمين الصلاة) *) وأنشد الكسائي:
وكل قوم أطاعوا أمر مرشدهم إلا نميرا أطاعت أمر غاويها والطاعنين ولما يطعنوا أحدا والقائلين لمن دار يخليها وأنشد أبو عبيده لحزنق بن عفان:
(لا يبعدن) قومي الذين هم سم العداة وانه الجزل النازلين بكل معترك والطيبين معاقد الأزل وأما الذم، فقوله تعالى " * (ملعونين أينما ثقفوا) *) أخذوا.
وقال عروة بن الورد تسقوني الخمر ثم تكفوني عداة الله من كذب وزور " * (في البأساء) *) يعني الشدة والفقر " * (والضراء) *) المرض والزمانة وهما إسمان بنيا على فعلا ولا أفعل لهما لأنهما إسمان وليسا بنعت.
" * (وحين البأس) *) وقت القتال: وقال علي (رضي الله عنه): كنا إذا أحمر البأس اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أقربنا إلى العدو إذا اشتد الحرب.
" * (أولئك الذين صدقوا) *) في دمائهم.
" * (وأولئك هم المتقون) *) روى القاسم: إن إبا ذر سئل عن الإيمان؟ فقرأ هذه الآية فقال السائل: انما سألنا عن الإيمان وتخبرنا عن البر، فقال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن الإيمان فقرأ هذه الآية.
وقال أبو ميسرة: وقرأ هذه الآية ومن عمل بهذه الآية فقد استكمل البر.
" * (يا أ يها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى) *) الآية: قال الشعبي والكلبي وقتادة ومقاتل بن حيان وأبو الجوزاء وسعيد بن جبير: نزلت هذه الآية في حيين من أحياء العرب اقتتلوا في الجاهلية قبل الإسلام بقليل فكانت بينهما قتلى وجراحات لم يأخذها بعضهم من بعض حتى جاء الإسلام.
قال سعيد بن جبير: إنهما كانا حيين الأوس والخزرج.
وقال ابن كيسان: قريظة والنضير، قال: وكان لأحد الحيين حول على الآخر في الكرم والشرف، وكانوا ينكحون نسائهم بغير مهور. فاقسموا ليقتلن بالعبد منا الحر منهم، وبالمرأة منا
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»