ورحمتكم ونصرتكم على القوم الكافرين.
وروى سفيان عن أبي إسحاق عن رجل عن معاذ بن جبل أنه كان إذا ختم البقرة قال: آمين.
يتلوه سورة آل عمران.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد خير الأولين والآخرين وعلى آله الطيبين الطاهرين أجمعين وسلم.
قال مسروق: نعم كنز الصعلوك سورة البقرة وآل عمران يقرأهما من آخر الليل.
وقال وهب بن منبه: من قراء ليلة الجمعة سورة البقرة وآل عمران كان له نور ما بين عجيبا إلى غريبا وعجيبا الأرض السابعة وغريبا العرش.
وقال مسروق: من قرأ سورة البقرة في ليلة توج بها.
وفي الحديث السورة التي يذكر فيها البقرة فسطاط القرآن.
سؤال: فإن قيل: أيجوز أن يحمل الله أحدا مالا يطيق؟.
قال الزجاج: قيل له: إن أردت ما ليس في قدرته، فهو محال، وإن أردت ما يثقل عليه، فلله تعالى أن يفعل من ذلك ما شاء لأن الذي كلفه بني إسرائيل من قتل أنفسهم ثقل عليهم. وهذا كقولك: ما أطيق كلام فلان، فليس المعنى ليس في قدرتك ولكن معناه أن يثقل عليك.
فإن قيل: هل يجوز على العادل أن يكلف فوق الوسع؟.
قيل: قد أخبر عن سعته ورحمته وعطفه على خلقه كما نفى الظلم عن نفسه، وإن كان لا يتوهم منه الظلم بحال. وقال قوم: لو كلف فوق الوسع لكان له؛ لأن الخلق خلقه والأمر أمره، ولكنه أخبر أنه لا يفعله والسلام.