وكان أحب الصدقتين إلى الله عز وجل صدقة علي ح فأنزل الله فيهما " * (الذين ينفقون أموالهم) *) الآية، فعنى بالنهار علانية صدقة عبد الرحمن بن عوف وبالليل سرا صدقة علي ح.
وقال أبو امامة وأبو الدرداء ومكحول والأوزاعي ورباح بن يزيد: هم الذين يمتطون الخيل في سبيل الله ينفقون عليها بالليل والنهار سرا وعلانية، نزلت فيمن لم يرتبط الخيل تخيلا ولا افتخارا، يدل عليه ما روى سعيد بن سنان عن يزيد بن عبد الله بن غريب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم " * (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية) *) قال: (نزلت في أصحاب الخيل). قال غريب: والجن لا يقرب بيتا فيه عتيق من الخيل، ويروى أنه أشار إلى بعض خيل كانت في الخيانة فأشار إلى عتاق تلك الخيل فقال: هؤلاء الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار. الآية.
وعن حبس بن عبد الله الصنعاني أنه قال: حدث ابن عباس في هذه الآية: " * (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية) *) فقال: في علف الخيل. وعن أبي سريح عمن حدثه عن أبي الفقيه أنه قال: من حبس فرسا كان ستره من النار، (وسقطت منه حسنة)، وكان أبو هريرة إذا مر بفرس سمين تلا هذه الآية، وإذا مر بفرس أعجف سكت.
شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أرتبط فرسا في سبيل الله فأنفق عليه احتسابا، كان شبعه وجوعه وريه وظمؤه وبوله وروثه في ميزانه يوم القيامة).
عبد الرحمن بن يزيد عن جابر عن مكحول قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المنفق في سبيل الله على فرسه كالباسط كفيه بالصدقة).
" * (فلهم أجرهم) *) قال الأخفش (...): إنه جعل الخبر بالفاء إذا كان الاسم الذي وصل به (...)، لأنه في معنى من وجواب من بالفاء في الجزاء، ومعنى الآية: من أنفق فله أجره.
" * (عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين يأكلون الربا) *) ومعنى الربا: الزيادة على أصل المال في غير بيع يقال: ربى الشيء إذا زاد، وأربى عليه و (عامل) عليه إذا زاد عليه