تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٢ - الصفحة ٢٨٣
البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة) *) تذكير وتخويف. قال السدي: أما الموعظة فالقرآن، وإنما ذكر الفعل لأن الموعظة والوعظ واحد.
وقرأ الحسن: فمن جاءته موعظة كقوله * (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم) * * (من ربه فانتهى) *) من أكل الربا " * (فله ما سلف) *) أي ما مضى من ذنبه قبل النهي فهو مغفور له " * (وأمره إلى الله) *) يعني النهي إن شاء عصمه حتى يثبت على الانتهاء وان شاء خذله حتى يعود، وقيل: وأمره إلى الله فيما يأمره وينهاه ويحل له ويحرم عليه وليس إليه من أمر نفسه شيء. وفيه يقول محمود الوراق:
إلى الله كل الأمر في كل خلقه وليس إلى المخلوق شيء من الأمر " * (ومن عاد) *) بعد التحريم والموعظة إلى أكل الربا مستحلا له " * (فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) *) أبو سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الربا سبعون بابا أهونها عند الله كالذي ينكح أمه).
وعن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن عبد الله بن مسعود قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهده.
الحسن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا أرد الله بقرية هلاكا أظهر فيهم الربا).
" * (يمحق الله) *) أي ينقصه ويهلكه ويذهب ببركته وإن كان كثيرا كما يمحق القمر. وعن عبد الله بن مسعود رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الربا وإن كثر فإن عاقبته إلى قلة).
وروي جويبر عن الضحاك عن ابن عباس: " * (يمحق الله) *) يعني لا يقبل منه صدقة ولا جهاد ولا حجا ولا صلة.
" * (ويزكي الصدقات) *) أي يزيدها ويكثرها ويبارك فيها في الدنيا ويضاعف الأجر والثواب في العقبى وإن كانت قليلة، قال عز من قائل: " * (فيضاعفه له أضعافا كثيرة) *)) .
(٢٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 ... » »»