* (وكأين من دابة لا تحمل رزقها) *: لا تدخر شيئا لغد.
سمعت أبا عمرو بن مطر يقول: سمعت أبا بكر البردعي يقول: سمعت أبا يعقوب النهرجوري يقول: لا تجزعوا من التوكل فإنه عيش لأهله قال الله تعالى: * (وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم) *.
قال ابن عطاء: يرزقها بالتوكل ويرزقكم بالطلب.
قال أبو بكر بن طاهر: يرزقها بحسن اليقين ويرزقكم مع قلة اليقين.
سمعت أبا عمرو بن مطر يقول: سمعت أبا بكر البردعي يقول: سمعت أبا يعقوب النهرجوري يقول: أرزاق المتوكلين على الله تجري بعلم الله لهم بلا شغل وغيرهم فيها مشغول ومتعوب.
قوله تعالى: فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين) * [الآية: 65].
قال الجنيد رحمة الله عليه: الإخلاص انحياز القلب من الكل وخلو السر عن الجميع والعلم بأن الحق هو الذي يقبلك بجميع عيوبك وينجيك مع جميع همومك وهو دليل مقام الإخلاص.
قوله تعالى: * (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) * [الآية: 69].
قال ابن عطاء رحمة الله عليه: جاهدوا في رضانا لنهدينهم الوصول إلى محل الرضوان.
قال بعضهم: الذين اتبعوا مخالفة أنفسهم في حرمتنا لنكرمنهم بحلاوة الخدمة وأنسها.
قال أبو عثمان: الطريق إلى الله واضح والوصول إليه بالمجاهدة والمجاهرة بنظام النفس عن الشهوات ونزوع القلب عن الأماني والشبهات وخلو السر عن النظر إلى الخلق والرجوع إلى رب السماوات حينئذ تصح لك المجاهدة.
قال بعضهم: المجاهدة هي إقامة الطاعات على رؤية المنن لا غير.
وسئل الجنيد عن هذه الآية فقال: والذين جاهدوا في التوبة لنهدينهم سبل الإخلاص.