تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ١٠٩
له يقول: * (ويختار ما كان لهم الخيرة) * [الآية: 68] إذا نظروا إلى الأحكام الجارية بجميل نظر الله لهم فيها، وحسن اختياره لهم فيما أجراه عليهم لم يكن عندهم شيء أفضل من الرضا والسكون لأن الخليقة لو اجتمعت على أن تختار لعبد ما هو انفع له وأعود عليه لم يكن اختيارهم إلا يسيرا في جنب ما اختاره الله لعبده ولن تبلغ الحقيقة مقاديرها وغايات عقلها ولها حد ومكان لا يتجاوز نظر الله لعبده وجميل اختياره شيء لا يحيط به غيره ولا يعلمه سواه فأين يذهب عن ذلك ويخرج عنه فمن اخذ ذلك أهل الرضا حطوا الرحال بين يدي ربهم، وسلموا إليه أمورهم بصفاء التفويض والكون تحت الحكم.
قوله تعالى: * (ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله) * [الآية: 73].
قال الحسين: من عرف من اين جاء علم أن يذهب، ومن علم ما يصنع علم ما يصنع به، ومن علم ما يصنع به علم ما يراد به ومن علم ما يراد به علم ما له ومن علم ما له علم ما عليه ومن علم ما عليه علم ما معه ومن لم يعلم من أين جاء وأين هو وكيف هو ولمن هو وإلى أين هو فذاك ممن اهمل أوقاته وترك ما ندبه الله إليه بقوله: * (ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار) * الآية.
قوله تعالى: * (ونزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم) * [الآية: 75].
قال بعضهم: أخرجنا من كل قوم وليا فاطلعناه على اسرار قربنا ثم أذناك له في البرهان فأظهر البرهان لنا، فعلم الخلق أن لا قيام لأحد بنفسه ولا يخبر عن الحق سواه ولا يجيب عن سؤاله غيره ولا يقوى على مخاطبته إلا من أيده بتأييد خاص.
قوله تعالى: * (إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم) * [الآية: 76].
قال القاسم: في جميع الأحوال: بغى وطغيان والمفروح به محل الحزن ألا ترى الله يقول: * (إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم) *.
قوله تعالى: * (لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين) * [الآية: 76]. قال سهل: من فرح بغير مفروح به استجلب حزنا لا انقضاء له.
قوله تعالى: * (وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة) * [الآية: 77].
قال أبو عثمان: من لم يجعل حظه من دنياه آخرته ومن آخرته ربه فقد خاب سعيه،
(١٠٩)
مفاتيح البحث: الحزن (2)، الجنابة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»