لا يقابله شيء والله تعالى يقول: * (ولذكر الله أكبر) * من أن يقوم أحد فيه بحق العبودية فكيف بحق الربوبية؟
وقال أيضا: ذكر الله لكم في الأزل أكبر واحكم وأقدم وأتم.
قال القاسم: ذكر الله أكبر من أن تحويه افهامكم وعقولكم وحقيقة الذكر طرد الغفلة فإذا لم يكن الغفلة فما وجه الذكر لأنه أكبر من أن يلحقه ذكر أو تداينه إشارة، لأن الإشارة يطلبها الأين والأين يلحقها الحين.
سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم البزاز يقول: قال ابن عطاء في قوله: * (ولذكر الله أكبر) * من أن يبقى على صاحبه عقاب الفحشاء.
وقال أيضا: الله أكبر من أن يبقى على صاحبه وذاكره شيء سوى مذكوره.
قوله تعالى: * (وما كنت تتلو من قبله من كتاب) * [الآية: 48].
قال أبو سعيد الخراز في هذه الآية: أبيدت عنه الرسوم وأشكال الطبائع لما فيه من تدبير المحبة والاختصاص بخصائص القربة فلم يدنس لمرسوم ولم يرجع إلى معلوم لذلك لما بدهه الحق اثر فيه حيث وجده خاليا عما فيه من الاغيار الا ترى انه لما قيل له:
* (اقرأ) * قال: ما أنا بقارئ فقيل له: * (اقرأ باسم ربك) * سكن إليه والفه لخلوه عن التدنيس بالمرسومات.
قوله عز وعلا: * (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم) * [الآية: 49].
قال أبو بكر: ظاهر علوم الدراية جعل وعاءها صدور العلماء الربانيين، وآيات ذلك ظاهرة عليهم وانوارهم مشرقة فيهم فلا ترى عالما مستعملا بعلمه راضيا لأحكام الحق عليه وموارد الحق إياه وأنوار هيبته تشتمل على قلوب حاضرة فلا يكون مجلسه إلا مجلس أدب.
سمعت أبي يقول: يقول القناد: من صفت سريرته صفت علانيته.
قوله عز وعلا: * (يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة) * [الآية: 56].
قال سهل رحمة الله عليه: إذا عمل بالمعاصي والبدع في أرض فأخرجوا منها إلى أرض المطيعين.
سمعت محمد بن عبد الله يقول: سمعت أبي ملكي يقول: وقد سئل عن العبودية