تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ١١٩
فقال: إذا صحت العبودية صحت الحرية عما سواه.
سمعت محمد بن الحسين البغدادي يقول: سمعت محمد بن أحمد بن سهل يقول:
سمعت سعيد بن عثمان يقول: سمعت ذا النون رحمة الله عليه وعليهم يقول: صفة العبد المؤمن على الحقيقة هو خلع الراحة وإعطاء المجهود في الطاعات وحب سقوط المنزلة.
قوله جل ذكره: * (كل نفس ذائقة الموت) * [الآية: 57].
قال الجنيد رحمة الله عليه: النفوس وإن عظم خطرها فإنها مردودة إلى قيمتها لا يثبت لها حال ما دامت قائمة بأنفسها إلى أن يغني للحق شاهدها عنها ويحييها بشواهد اشهاد منه إياه إذ ذاك تحيا وتزول عنها العلل قال الله عز وجل: * (كل نفس ذائقة الموت) * ما دامت باقية قائمة بذواتها ثم إلينا ترجعون بما لنا فتسقط عنها العوارض والعلل ونقيمها مقام الصدق.
قوله تعالى: * (الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون) * [الآية: 59].
قال محمد بن علي: للصبر أول فإذا تحقق في أوله واستكمل له مقامه أداه صبره إلى الشكر وإلى الرضا فمن صح له مقام صح له صبر صح له مقام التوكل وغاية الصبر الرضا وهوايتها مقاماته والصبر مخرجة من اليقين ومن لم يصح يقينه لا يرزق من الصبر شيئا.
قال بعضهم: الصبر المقام مع البلاء يحسن الصحبة كالمقام مع العافية هذا هو الصبر وما سواه تصبر.
قال أبو بكر الوراق: الصبر تلقى البلاء الرحب والدعة سمعت عبد الله بن علي يقول: سمعت أبا العباس محمد بن الحسين يقول: سمعت ابن أبي شيخ يقول:
سمعت أحمد بن أبي الحسين يقول: سئل أبو سعيد الخراز عن التوكل فقال: هو اضطراب بلا سكون وسكون بلا اضطراب. قال الجريري: وهذا قول حسن في التوكل.
قوله تعالى: * (وكأين من دابة لا تحمل رزقها) * [الآية: 60].
سمعت بشر بن أحمد الأسفراييني يقول: حدثنا أبو يعلى الموصلي قال: حدثنا ابن معين قال: حدثنا يحيى بن يمان عن سفيان عن علي بن الأرقم يقول في قوله:
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»