تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ١٢٣
ذكر ما قيل في سورة الروم بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى: * (لله الأمر من قبل ومن بعد) * [الآية: 4].
قال: من قبل كل شيء ومن بعد كل شيء لأنه المبدئ والمعيد.
وقال أيضا: سبق تدبير الحق في الخلق لأنه بهم لم يزل عالما في الأصل والفرع.
قوله تعالى: * (يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا) * [الآية: 7].
قال بعضهم: من ركن إلى الدنيا حجب عن الآخرة، ومن ركن إلى الآخرة حجب عن الله، لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: ' من أصبح وهمه غير الله فليس من الله '.
وقال صلى الله عليه وسلم: ' من أحب دنياه أضر بآخرته '.
قال القاسم: من كان عن الآخرة غافلا فهو عن الله اغفل ومن كان غافلا عن الله فقد سقط من درجات المتعبدين.
قوله تعالى: * (أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم) * [الآية: 9].
قال بعضهم: السير في الأرض مندوب إليه لمن يستدل بالآثار على المؤثر فأما من تحقق في عين المعرفة فهو سائر بروحه في الملكوت ومجالس الأنس ويكون خالي السر عن هواجس النفس فسير المريد ببدنه وسير المراد بقلبه وسير المحب بروحه وسير العارف بسره.
قوله تعالى: * (ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى) * [الآية: 10].
قال أبو علي الجوزجاني: المسئ ينتظر الإساءة إلى أن يتداركه العفو ألا ترى الله
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»