تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ١٠٨
قال بعضهم: من مكن من رعاية سره وافتقاد أوقاته أن يعدم الزوائد من الله ودوام الفوائد ومن ضيع أوقاته وأهمال ساعاته فهو متردد في ميادين الغفلة وساع في مسالك الهلكة.
قوله تعالى: * (فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وأبقى) * [الآية: 60].
قال النصرآباذي: الخلق كلهم عبدة النعم والغريب والعزيز فيهم من يعبد المنعم ومن انقطع عن الله بأي شيء انقطع فهو مغبون وإن كان منقطعا عنه بطاعته وجنته.
قال الله تعالى: * (فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وأبقى) * خاطب به العوام وقال للخواص * (والله خير وأبقى) *.
قوله تعالى: * (أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا) * [الآية: 61].
قال أبو عثمان: من فرح بالدنيا وانقطع إليها عن الله فهو مغبون وإن كان منقطعا عنه بطاعته وجنته.
قال الله تعالى: * (فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها) *.
قال أبو عثمان: من فرح بالدنيا فرح بغير مفروح به، لأن أولها بلاء وأوسطها عناء وآخرها فناء ومن عمل للآخرة وركن إليها أتاه الله خير الدارين وأتته الدنيا وهي راغمة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ' من كانت الآخرة همه جعل الله الغني في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة '.
سمعت عبد الله الرازي يقول: سمعت أبا عثمان يقول: لأن يغنيك عنها خير من أن يغنيك بها.
قوله تعالى: * (وربك يخلق ما يشاء ويختار) * [الآية: 68].
سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت الجريري يقول: سئل الجنيد رحمة الله عليه عن قوله: * (وربك يخلق ما يشاء ويختار) * وقال: كيف يكون للعبد اختيار والله المختار
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»