تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ١٣٠
ثلاثة من علامات الشكر المقاربة من الإخوان في النعمة، واستغنام قضاء حوائجهم وبذل العطية من استقلال الشكر بملاحظة المنة.
قال أبو عثمان - رحمة الله عليه - في كتابه إلى محمد بن الفضل: والشكر معرفة العجز عن الشكر إجلالا لله وخضوعا لعظمته ثم بدأ تحديد النعمة عليه في رؤية التقصير في الشكر فيشكر فيكون هذا شكر الشكر ثم يشكر في شكر الشكر على الشكر ثم يفتح الله عين قلبه فيرى انه لا نهاية للقيام بشكره والشكر على رؤية الشكر هو الشكر.
وقال السرى - رحمة الله عليه -: الشكر الا يعصى الله من نعمه.
وقال الجنيد - رحمة الله عليه - الشكر أن لا ترى معه شريكا في نعمه.
وقال الجريري: الشكر أن تحرس لسانك عن النطق بالشكر علما بان آخره العجز.
قوله: * (وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله) * [الآية: 13].
قال بعضهم: وعظ لقمان ابنه ودله في ابتداء وعظه على مجانبة الشرك وهو التفرد للحق بالكل نفسا وقلبا وروحا ولا يشغل النفس إلا بخدمته ولا يلاحظ بالقلب سواه ولا يشاهد بالروح غيره وهو مقام التفريد من التوحيد.
وقال محمد بن علي: الوعظ هو الدعاء إلى الحق وطريقته.
قوله تعالى: * (أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير) * [الآية: 14].
قال ابن عطاء - رحمة الله عليه - اشكره حيث أوجدك، فكثيرا ما سمعت سيدي الجنيد - رحمة الله عليه -: يقول في خلال كلماته: اشكر من كنت منه على بال حتى خلقك واشكر والديك إذ هما سبب كونك فمن استغرقه شكر المسبب قطعه عن شكر السبب ومن لم يتحقق في شكر المسبب رد إلى شكر السبب.
قوله تعالى: * (وصاحبهما في الدنيا معروفا) * [الآية: 15].
قال بعضهم: عاملهما معاملة حسنة جميلة.
قال عبد الله بن المبارك: لا تقطع أيديهما عن مالك ولا تدع لنفسك معهما ملكا.
قال بعضهم: اجعل لهما ظاهرك من الخدمة والشفقة واخلص قلبك لسيدك ألا تراه يقول: * (صاحبهما في الدنيا) *. والدنيا هو ظاهرك و * (معروفا) * والمعروف هو ما يشغلك
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»