* (ويتلوه شاهد منه) *.
قال: هو حالة للعبد وقت ذكر الله.
وقال الجنيد رحمة الله عليه: البينة حقيقة يؤيدها ظاهر العلم.
وقال النوري أبو الحسين: البينات هي التي لا تكشف أواخرها عن عثرة ولا غلط.
قال أبو بكر بن طاهر في قوله: * (أفمن كان على بينة من ربه) * قال: من كان من ربه على بينة كانت جوارحه وقفا على الطاعات والموافقات ولسانه ملزوم بالذكر ونشر الآلاء والنعماء، وقلبه منور بأنوار التوفيق وضياء التحقيق، وسره وروحه مشاهد للحق في جميع الأوقات عالم بما يبدو من مكنون الغيوب ومستورها، ورؤيته للأشياء رؤية يقين لا شك فيه، وحكمه على الخلق لحكم الحق. لا ينطق إلا بحق ولا يرى إلا الحق لأنه مستغرق في الحق فأنى له مرجع إلا إلى الحق ولا إخبار إلا عنه.
قوله تعالى: * (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أولئك يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم) * [الآية: 18].
قال بعضهم: المفتري على الله من اتخذ أحوال السادات بدعواه لنفسه حالا أو أظهر عن نفسه مشاهدة ما لا يشهده أولئك يفضحهم الله في الدنيا بكذبهم فيطلع عليهم الذين يشهدون حقائق الأشياء هؤلاء الذين كذبوا على ربهم أظهروا من الأحوال ما ليس لهم وتزينوا بالعواري من لباس لبس السادة فهذه فضيحتهم في مجالس أهل الحقيقة إلى أن يرجعوا إلى الفضيحة في مشهد الحق.
قوله تعالى: * (ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون) * [الآية: 20].
قال بعضهم كيف يستطيع السمع من لم يفتح مسامعه سماع الحق وكيف يبصر من لم يكتحل بنور التوفيق إذ لا سماع إلا عن إسماع ولا بصر إلا عن إبصار.
قوله تعالى: * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم) * [الآية: 23].
قال شاه: علامات الإخبات ثلاث:
غم الإياس مع التوبة لكره العود إلى الذنوب.
وخوف الاستدراج في إسبال الستر.
وتوقيع العقوبة في كل وقت حذرا وإشفاقا من العدل.