تفسير السلمي - السلمي - ج ١ - الصفحة ٣٢٠
قال النصر آباذي: نجاة العاقبة لمن وسم التقوى وحلى به، قال تعالى * (فاصبر إن العاقبة للمتقين) * [الآية: 49].
قوله تعالى: * (فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون إني توكلت على الله ربي وربكم) * [الآية: 55، 56].
قال الواسطي: غلب على هود عليه السلام في ذلك الوقت الحال والوصلة والقربة فما تأكد بشيء ولا أحس به إذ هو في محل الحضور ومجلس القربة.
وقال في قصة لوط صلى الله عليه وسلم حين قال: * (لو أن لي بكم قوة أو آوى إلى ركن شديد) *، كان نطقه نطقا طبعيا شاهد في ذلك حاله، ووقته واشتغاله بهم.
وقال في هود: * (فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون) * [الآية: 55].
نطق عن مشاهدة لا يرى سواه.
قال بعضهم: أي كيدوني بالحق من هو في قبضة الحق وسرادق العز، وجلابيب الهيبة والكيد لا تلحق إلا من هو أسير في طريق المخالفة.
قوله تعالى: * (ما من دابة إلا هو آخد بناصيتها) * [الآية: 56].
قال بعضهم: كيف يكون ذلك محل وأنت بغيرك قيامك، ويقال لذلك قال: من قال أنا فقد نازع القبضة.
قال بعضهم: فيه ذكر إبطال الدعاوى، فإن من ادعى حارب القدرة ونازع القبضة.
قوله تعالى: * (ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى) * [الآية: 69].
قال بعضهم: بشروا إبراهيم بأن نسب الخلة ثابتة وأنها لا تنقطع.
قال بعضهم: بشروه بإخراج محمد صلى الله عليه وسلم من صلبه، وأنه خاتم الأنبياء وصاحب لواء الحمد.
قال بعضهم: رسول الخليل إذا ورد فهو بشارة، فإذا أدى الرسالة فقد تم به البشرى، خصوصا إذا أدى من الخليل سلاما ألا تراه كيف ذكر: قالوا سلاما من الخليل، فقال: سلام من الخليل، تم به المراد.
(٣٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 ... » »»