تفسير السلمي - السلمي - ج ١ - الصفحة ٣٢١
قوله تعالى: * (قالوا سلاما قال سلام) * [الآية: 69].
قال ابن عطاء: سلام لك رتبة الخلة من الزلل.
* (قال سلام) *: أي هذه السلامة التي توجب لي السلام من السلام.
قال الترمذي: كانت الملائكة قصدوا هلاك قوم لوط فلما رآهم الخليل صلى الله عليه وسلم فزع منهم، فزادوا ذلك فيه، فقالوا: سلاما، أي قد سلمت أنت وأهلك وقصدنا لهلاك الأمة العاصية، فأنت ومن معك منا في سلامة وسلام، فقال سلام - الحمد لله الذي أمنني وأهلي من الهلاك.
قوله تعالى: * (فما لبث أن جاء بعجل حنيذ) * [الآية: 69].
قال بعضهم: من آداب الفتوة إذا ورد الضيف أن يبدأ أولا بإكرامه في الإنزال ثم يثنيه بالطعام ثم بالكلام ألا ترى الخليل عليه السلام كيف بدأ بالطعام بعد السلام، فقال:
فما لبث أن جاء بعجل حنيذ، وهو تعجيل ما حضر والتكلف بعد ذلك لمن أحب.
قوله تعالى: * (فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم) * [الآية: 70].
سمعت غير واحد من أصحابنا يحكون عن البوشنجي أنه قال: من دخل هذه الدويرة ولم يبسط معنا في كسرة أو فيما حضر فقد جفاني غاية الجفاء.
سمعت أبا بكر بن إبراهيم يقول: سمعت أبا جعفر بن عبدوس يقول: من أشبع من طعام العقد أو الفتيان فقد أظهر كبره.
وقيل في قوله: نكرهم: نكر أخلاقهم، مما تبين فيهم من الخير.
قوله تعالى: * (رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت) * [الآية: 73].
قال بعضهم: بركات أهل البيت من دعوات الخليل، ودعوات الملائكة وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالدعاء له في الصلاة في قوله: كما باركت على إبراهيم، فبارك علينا، فأنا من أهل بيته وأولاده.
قوله تعالى: * (فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى) * [الآية: 74].
قال بعضهم: ذهب عنه روع ما يجده في نفسه من تنزههم عن طعامه، وعلم أنهم الملائكة، وجاءته البشرى بالسلام من الله لما فرغ من قضاء حق الضيف ولقي البشرى رجع إلى حد الشفقة على الخلق والمجادلة عنهم، يجادلنا في قوم لوط: الرحمة التي
(٣٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 ... » »»