تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٢٣٢
عنهم * (وينشر رحمته) * يعني المطر * (وهو الولي الحميد) * يعني الولي للمطر يرسله مرة بعد مرة * (الحميد) * يعني أهلا أن يحمد على صنعه قوله عز وجل * (ومن آياته) * يعني من علامات وحدانيته * (خلق السماوات والأرض) * يعني خلقين عظيمين لا يقدر عليهما بنو آدم ولا غيرهم * (وما بث فيهما من دابة) * يعني ما خلق في السماوات والأرض من خلق أو بشر فيهما * (وهو على جمعهم) * يعني على إحيائهم للبعث * (إذا يشاء قدير) * يعني قادرا على ذلك ويقال * (وما بث فيهما من دابة) * يعني في الأرض خاصة كما قال * (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) * [الرحمن 22] يعني من أحدهما ثم قال * (وما أصابكم من مصيبة) * يعني ما تصابون من مصيبة في أنفسكم وأموالكم * (فبما كسبت أيديكم) * يعني يصيبكم بأعمالكم ومعاصيكم * (ويعفو عن كثير) * يعني ما عفا الله عنه فهو أكثر وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال ألا أخبركم بأرجى آية في كتاب الله أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم قالوا بلى فقرأ عليهم * (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) * قال فالمصائب في الدنيا بكسب الأيدي وما عفا الله تعالى عنه في الدنيا ولم يعاقب فهو أجود وأمجد وأكرم من أن يعذب فيه يوم القيامة وعن الضحاك قال ما تعلم رجل القرآن ثم نسيه إلا بذنب ثم قرأ * (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) * وأي مصيبة أعظم من نسيان القرآن قرأ نافع وابن عامر * (بما كسبت أيديكم) * بحذف الفاء ويكون " ما " بمعنى الذي ومعناه الذي أصابكم وقع بما كسبت أيديكم الباقون * (فبما كسبت) * بالفاء وتكون الفاء جواب الشرط ومعناه ما يصيبكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم سورة الشورى 31 - 35 ثم قال " وما أنتم بمعجزين في الأرض " يعني بفائتين من عذاب الله حتى يجزيكم به * (وما لكم من دون الله) * يعني من عذاب الله * (من ولي) * يعني من حافظ * (ولا نصير) * يعني مانع يمنعكم من عذاب الله تعالى
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»