تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٢٣٠
يعني خائفين مما عملوا في الدنيا * (وهو واقع بهم) * يعني نازل بهم ما كانوا يحذرون * (والذين آمنوا وعملوا الصالحات) * يعني الذين صدقوا بالتوحيد وأدوا الفرائض والسنن * (في روضات الجنات) * يعني في بساتين الجنة * (لهم ما يشاؤون عند ربهم) * من الكرامة * (ذلك هو الفضل الكبير) * يعني المن العظيم قوله تعالى * (ذلك الذي يبشر الله) * يعني ذلك الثواب الذي يبشر الله * (عباده) * في الدنيا قرأ حمزة والكسائي وابن كثير وأبو عمرو * (يبشر) * بنصب الياء وجزم الباء وضم الشين مع التخفيف والباقون بالتشديد وقد ذكرناه * (والذين آمنوا وعملوا الصالحات) * يعني يبشرهم بتلك الجنة وبذلك الثواب ثم قال * (قل لا أسألكم عليه أجرا) * يعني قل يا محمد لأهل مكة * (لا أسألكم عليه أجرا) * على ما جئتكم به أجرا * (إلا المودة في القربى) * قال مقاتل يعني إلا أن تصلوا قرابتي وتكفوا عني الأذى ثم نسخ بقوله " قل ما سألتكم من أجر لكم " فهو لكم ويقال * (إلا المودة في القربى) * يعني إلا ألا تؤذونني بقرابتي منكم قال ابن عباس ليس حي من أحياء العرب إلا وللنبي صلى الله عليه وسلم فيه قرابة وقال الحسن * (إلا المودة في القربى) * يعني إلا أن تتوددوا إلى الله تعالى بما يقربكم منه وهكذا قال مجاهد وقال سعيد بن جبير * (إلا المودة في القربى) * يعني إلا أن تصلوا قرابة ما بيني وبينكم ثم قال * (ومن يقترف حسنة) * يعني يكتسب حسنة " نزد فيها حسنا " يعني للواحد عشرة ويقال نزد له التوفيق في الدنيا ونضاعف له الثواب في الآخرة * (إن الله غفور شكور) * يعني * (غفور) * لمن تاب * (شكور) * يقبل اليسير ويعطي الجزيل سورة الشورى 24 - 26 قوله تعالى * (أم يقولون افترى على الله كذبا) * يعني تقوله من ذات نفسه ولم يأمره الله تعالى يقول الله تعالى * (فإن يشأ الله يختم على قلبك) * يعني يحفظ قلبك حتى لا تدخل في قلبك المشقة من قولهم " ويمحو الله الباطل " يعني يهلك الله تعالى الشرك * (ويحق الحق) *
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»