تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٢٣٦
بعضهم هذا اللفظ لفظ الخبر عنهم والمراد به التعليم أنه ينبغي لهم يقولوا أن هكذا حتى يصبروا على ظلمهم قوله تعالى * (وما كان لهم من أولياء) * يعني لا يكون للظالمين يوم القيامة مانع يمنعهم من عذاب الله * (ينصرونهم من دون الله) * يعني يمنعونهم من عذاب الله * (ومن يضلل الله) * يعني يضله الله عن الهدى * (فما له من سبيل) * إلى الهدى من حجة ويقال ما له من حيلة سورة الشورى 47 - 50 قوله عز وجل * (استجيبوا لربكم) * يعني أجيبوا ربكم في الإيمان وفيما أمركم به * (من قبل أن يأتي يوم لا مرد له) * يعني لا رجعة له إذا جاء لا يقدر أحد على دفعه * (من الله) * ويقال فيه تقديم يعني من قبل أن يأتي عذاب الله يوم لا مرد له يعني لا مدفع له * (ما لكم من ملجأ يومئذ) * يعني ما لكم من مفر ولا حرز يحرزكم من عذابه * (وما لكم من نكير) * يعني من مغير يغير العذاب عنكم قوله عز وجل * (فإن أعرضوا) * يعني عن الإيمان وعن الإجابة بعد ما دعوتهم * (فما أرسلناك عليهم حفيظا) * تحفظهم على الإيمان وتجبرهم على ذلك * (إن عليك إلا البلاغ) * يعني ليس عليك إلا تبليغ الرسالة وهذا قبل أن يؤمر بالقتال ثم قال * (وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة) * يعني أصبنا الإنسان منا نعمة * (فرح بها) * أي بطر بالنعمة وقال بعضهم يعني أبا جهل وقال بعضهم جميع الناس والإنسان هو لفظ الجنس وأراد به جميع الكافرين بدليل أنه قال * (وإن تصبهم) * ذكر بلفظ الجماعة يعني إن تصبهم * (سيئة) * يعني القحط والشدة * (بما قدمت أيديهم) * يعني بما عملوا في المعاصي * (فإن الإنسان كفور) * لنعم الله يعني يشكو ربه عند المصيبة ولا يشكره عند النعمة قوله تعالى * (لله ملك السماوات والأرض) * يعني القدرة على أهل السماوات والأرض * (يخلق ما يشاء) * يعني على أي صورة يشاء * (يهب لمن يشاء إناثا) * يعني يعطي من يشاء الأولاد الإناث فلا يجعل معهن ذكورا * (ويهب لمن يشاء الذكور) * يعني يعطي من يشاء الأولاد الذكور ولا يكون معهم إناث * (أو يزوجهم ذكرانا وإناثا) * يعني من يشاء الأولاد الذكور والإناث * (ويجعل من يشاء عقيما) * فلا يعطيه شيئا من الولد ويقال " يهب لمن يشاء
(٢٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 ... » »»