تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٢٢٧
لذلك * (ويهدي إليه من ينيب) * يعني يرشد إلى دينه من يقبل إليه ويقال يهدي من كان في علمه السابق أنه يتوب ويرجع ويقال * (من ينيب) * يعني من يجتهد بقلبه كما قال " والذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا " سورة الشورى 14 - 15 قوله تعالى * (وما تفرقوا) * يعني مشركي مكة ما تفرقوا في الدين * (إلا من بعد ما جاءهم العلم) * يعني جاءهم محمد بالبينات ويقال * (وما تفرقوا) * يعني أهل الكتاب * (إلا من بعد ما جاءهم العلم) * في كتابهم يعني نعت محمد صلى الله عليه وسلم * (بغيا بينهم) * يعني حسدا فيما بينهم لأنه كان من العرب وروى معمر عن قتادة أنه تلا * (وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم) * قال إياكم والفرقة فإنها مهلكة وروي في الخبر إن لكل شيء آفة وآفة الدين الهوى ثم قال * (ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى) * يعني بتأخير العذاب إلى وقت معلوم * (لقضي بينهم) * يعني لفرغ منهم بالهلاك * (وإن الذين أورثوا الكتاب) * يعني أعطوا التوراة والإنجيل * (من بعدهم) * يعني من بعد نوح وإبراهيم وقال مقاتل من بعد الأنبياء * (لفي شك منه) * يعني من القرآن * (مريب) * أي ظاهر الشك قوله تعالى * (فلذلك فادع) * يعني فإلى ذلك ادعهم يعني إلى القرآن ويقال إلى التوحيد * (واستقم كما أمرت) * يعني استقم عليه كما أمرت * (ولا تتبع أهواءهم) * يعني لا تعمل بهواهم وذلك حين دعوه إلى ملة آبائه * (وقل آمنت) * يعني صدقت * (بما أنزل الله من كتاب) * يعني بجميع ما أنزل الله من الكتب علي وعلى من كان قبلي * (وأمرت لأعدل بينكم) * وهو الدعوة إلى التوحيد وإلى قول لا إله إلا الله * (الله ربنا وربكم) * يعني خلقنا وخالقكم * (لنا أعمالنا ولكم أعمالكم) * يعني لنا ديننا ولكم دينكم * (لا حجة بيننا وبينكم) * يعني لا خصومة بيننا وبينكم في الدين " الله يجمع بيننا وبينكم " يعني يوم القيامة * (وإليه المصير) * يعني المرجع في الآخرة سورة الشورى 16
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»