تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٢٢٩
اللطيف الذي يرزقهم في الدنيا ولا يعاقبهم في الآخرة ويقال اللطيف بعباده بالبر والفاجر لا يهلكهم جوعا * (يرزق من يشاء) * بغير حساب ويقال * (يرزق من يشاء) * مقدار ما يشاء في الوقت الذي يشاء * (وهو القوي) * على هلاكهم * (العزيز) * يعني المنيع لا يغلبه أحد قوله تعالى * (من كان يريد حرث الآخرة) * يعني ثواب الآخرة بعمله * (نزد له في حرثه) * يعني ينال كليهما * (ومن كان يريد حرث الدنيا) * يعني ثواب الدنيا بعمله * (نؤته منها) * يعني نعطه منها * (وما له في الآخرة من نصيب) * لأنه عمل لغير الله تعالى قال أبو الليث رحمه الله حدثنا الفقيه أبو جعفر قال حدثنا محمد بن عقيل قال حدثنا محمد بن إسماعيل الصايغ قال حدثنا الحجاج قال حدثنا شعبة عن عمرو بن سليمان عن عبد الرحمن بن أبان عن أبيه عن زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من كانت نيته الآخرة جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت نيته الدنيا فرق الله عليه أمره وجعل فقره في عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب الله له) وقال القتبي الحرث العمل يعني من كان يريد بحرثه أي بعمله * (الآخرة) * نضاعف له الحسنات ومن أراد بعمله الدنيا أعطيناه الدنيا ولا نصيب له في الآخرة سورة الشورى 21 - 23 قوله عز وجل * (أم لهم شركاء) * يعني ألهم آلهة دوني * (شرعوا لهم من الدين) * أي بينوا لهم من الدين * (ما لم يأذن به الله) * يعني ما لم يأمر به ويقال معناه ألهم آلهة ابتدعوا لهم من الدين أي من الشريعة والطريقة ويقال سنوا لهم ما لم يأذن به الله يعني ما لم ينزل به الله من الكتاب والدين * (ولولا كلمة الفصل) * يعني القضاء الذي سبق ألا يعذب هذه الأمة ويؤخر عذابهم إلى الآخرة * (لقضي بينهم) * يعني أنزل بهم العذاب في الدنيا * (وإن الظالمين) * يعني المشركين * (لهم عذاب أليم) * قوله تعالى * (ترى الظالمين) * يعني ترى الكافرين يوم القيامة * (مشفقين مما كسبوا) *
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»