تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٢٢١
سورة فصلت 49 - 50 قوله تعالى " ولا يسأم الإنسان " يعني لا يمل الكافر قال الضحاك نزلت في شأن النضر بن الحارث * (من دعاء الخير) * يعني من سؤال الخير يعني العافية في الجسد والنعمة والسعة في الرزق وقال * (وإن مسه الشر) * يعني أصابته الشدة والبلاء والفقر * (فيؤوس قنوط) * يعني آيسا من الخير قانطا من رحمة الله تعالى ويقال لا يمل من دعاء الخير وإذا نزلت به شدة يقول اللهم عافني وإذا مسه الشر * (فيؤوس قنوط) * يعني آيسا من معبوده * (ولئن أذقناه رحمة منا) * يعني أصبناه عافية منا وغنى * (من بعد ضراء مسته) * يعني من بعد شدة أصابته " ليقولون هذا لي " يعني أنا أهل لهذا ومستحق له ويقال أنا أحق بهذا ويقال هذا بعملي وأنا محقوق به * (وما أظن الساعة قائمة) * يعني ما أحسب القيامة كائنة * (ولئن رجعت إلى ربي) * يعني يوم القيامة * (إن لي عنده للحسنى) * يعني الجنة ولئن كان يوم القيامة كما يقول محمد صلى الله عليه وسلم فلي الجنة يقول الله تعالى * (فلننبئن الذين كفروا) * يعني لنخبرنهم * (بما عملوا) * من أعمالهم الخبيثة * (ولنذيقنهم) * يعني لنجزينهم * (من عذاب غليظ) * يعني عذاب شديد لا يفتر عنهم سورة فصلت 51 - 54 قوله تعالى * (وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه) * يعني أعرض الكافر وقال مقاتل أعرض الكافر فلا يدعو ربه وقال الكلبي أعرض عن الإيمان * (ونأى بجانبه) * يعني تباعد بجانبه عن الدعاء وعن الإيمان * (وإذا مسه الشر) * يعني أصابته الشدة * (فذو دعاء عريض) * قال مقاتل والكلبي يعني كثير ويقال طويل فإن قيل قد قال في موضع " وإذا مسه الشر فيؤوس قنوط " وقال في موضع آخر * (فذو دعاء عريض) * مرة ذكر أنه يؤوس ومرة أخرى ذكر أنه يدعو فكيف هذا قيل له هذا في شأن رجل والآخر في شأن رجل ويجوز أن يكون في شأن إنسان واحد " وإذا مسه الشر فيؤوس قنوط " عن كل معبود دون الله فيدعو
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»