تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٢٣٥
ثم قال تعالى * (إنما السبيل) * يعني الإثم والحرج * (على الذين يظلمون الناس) * يعني يبدؤون بالظلم * (ويبغون في الأرض بغير الحق) * يعني يظلمون في الأرض بالمعاصي * (أولئك لهم عذاب أليم) * يعني وجيع سورة الشورى 43 - 46 قوله عز وجل * (ولمن صبر وغفر) * يعني * (صبر) * عن مظلمته فلم يقتص من صاحبه * (وغفر) * يعني تجاوز عنه * (ان ذلك) * يعني الصبر والتجاوز * (لمن عزم الأمور) * يعني من أفضل الأمور وأصوب الأمور قال بعضهم هذه الآيات مدنيات وقال بعضهم مكيات قوله تعالى * (ومن يضلل الله) * يعني يخذله الله عن الهدى ويقال من يخذله ويتركه على ما هو فيه من ظلم الناس * (فما له من ولي من بعده) * يعني من بعد خذلان الله تعالى إياه قوله * (وترى الظالمين) * يعني المشركين والعاصين * (لما رأوا العذاب) * في الآخرة * (يقولون هل إلى مرد من سبيل) * يعني هل من رجعة إلى الدنيا من حيلة فنؤمن بك يتمنون الرجوع إلى الدنيا قوله تعالى * (وتراهم يعرضون عليها) * يعني يساقون إلى النار * (خاشعين من الذل) * أي خاضعين من الحزن ويقال ساكتين ذليلين مقهورين من الحياء * (ينظرون من طرف خفي) * قال الكلبي يعني ينظرون بقلوبهم ولا يرونها بأعينهم لأنهم يسحبون على وجوههم وقال مقاتل يعني يستخفون بالنظر إليها يعني إلى النار قال القتبي يعني غضوا أبصارهم من الذل وقال بعضهم مرة ينظرون إلى العرش بأطراف أعينهم ماذا يأمر الله تعالى بهم ومرة ينظرون إلى النار * (وقال الذين آمنوا) * يعني المؤمنين المظلومين * (إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم) * يعني الذين يظلمون غيرهم حتى تصير حسناتهم للمظلومين فخسروا أنفسهم * (وأهليهم يوم القيامة) * قال بعضهم هذه حكاية كلام المؤمنين في الآخرة بأنهم يقولون ذلك حين رأوا الظالمين الذين خسروا أنفسهم وقال بعضهم هذه حكاية قولهم في الدنيا فحكى الله تعالى قولهم وصدقهم على مقالتهم فقال * (ألا إن الظالمين في عذاب مقيم) * يعني دائما وقال
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 ... » »»