تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٢٢٨
سورة الشورى 17 - 20 قوله تعالى * (والذين يحاجون في الله) * قال الضحاك نزلت هذه الآية في شأن أبي جهل حين دعا الله فقال اللهم انصر أحب الجندين إليك وأقربهم في الله يعني يخاصمون في توحيد الله ودين الله * (من بعد ما استجيب له) * يعني من بعد ما أجابوا إياه وقال مجاهد طمع رجال بأن يعودوا إلى الجاهلية فنزل * (والذين يحاجون في الله) * إلى قوله * (حجتهم داحضة) * وروى معمر عن قتادة قال * (والذين يحاجون في الله) * قال هم اليهود والنصارى قالوا كتابنا قبل كتابكم ونبينا قبل نبيكم ونحن خير منكم فنزل * (والذين يحاجون في الله) * يعني في دين الله * (من بعد ما استجيب له) * يعني من بعد ما دخل الناس في الإسلام * (حجتهم داحضة) * يعني خصومتهم باطلة ويقال احتجاجهم زائل ساقط يقال دحض أي زال ومعناه ليس لهم حجة وسمى قولهم حجة على وجه المجاز يعني حجة بزعمهم كما قال " فما أغنت عنهم آلهتهم " يعني الآلهة بزعمهم ولم يكونوا آلهة في الحقيقة ثم قال * (عند ربهم وعليهم غضب) * يعني بما يكابرون عقولهم * (ولهم عذاب شديد) * بما كانوا يفعلون قوله عز وجل * (الله الذي أنزل الكتاب بالحق) * أي لبيان الحق * (والميزان) * يعني وأنزل الميزان وهو العدل ويقال وأنزل الميزان في زمان نوح ويقال هي الحدود والأحكام والأمر والنهي قوله * (وما يدريك لعل الساعة قريب) * يعني قيام الساعة قريب وهذا كقوله * (اقتربت الساعة) * وقال تعالى * (لعل الساعة قريب) * ولم يقل قريبة لأن تأنيثها ليس بحقيقي ولأنه انصرف إلى المعنى يعني البعث قريب قوله تعالى * (يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها) * يعني المشركين كانوا يقولون * (متى هذا الوعد إن كنتم صادقين) * ويقولون * (ربنا عجل لنا قطنا) * * (والذين آمنوا مشفقون منها) * يعني خائفين من قيام الساعة لأنهم يعلمون أنهم مبعوثون محاسبون * (ويعلمون أنها الحق) * يعني يعلمون أن الساعة كائنة * (ألا إن الذين يمارون في الساعة) * يعني يشكون ويخاصمون فيها * (لفي ضلال بعيد) * أي في خطأ طويل بعيد عن الحق قوله عز وجل * (الله لطيف بعباده) * يعني عالم بعباده ويقال رحيم بعباده ويقال
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»