تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٢٤٣
وقال * (وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها) * يعني جبابرتها * (إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون) * يعني بسنتهم مقتدون أي بأعمالهم قال الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم * (قال أولو جئتكم بأهدى) * يعني أليس هذا الذي جئتكم به هو أهدى * (مما وجدتم عليه آباءكم) * يعني بأصوب وأبين من ذلك قرأ ابن عامر وعاصم في رواية حفص * (قال أولو جئتكم) * على معنى الخبر والباقون * (قل) * بلفظ الأمر وقرأ أبو جعفر المدني " قل أو لو جئناكم " بلفظ الجماعة * (قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون) * يعني الجبابرة قالوا لرسلهم إنا بما أرسلتم به جاحدون قوله عز وجل * (فانتقمنا منهم) * بالعذاب * (فانظر كيف كان عاقبة المكذبين) * يعني آخر أمرهم سورة الزخرف 26 - 30 قوله عز وجل " وإذا قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون " يعني بريء من معبودكم ذكر عن الفراء أنه قال * (براء) * مصدر صرف اسما وكل مصدر صرف إلى اسم فالواحد والجماعة والذكر والأنثى فيه سواء قوله عز وجل * (إلا الذي فطرني) * يعني إلا الذي خلقني فإني لا أتبرأ منه * (فإنه سيهدين) * ويقال * (الآ) * بمعنى لكن يعني لكن الذي خلقني فهو سيهدين يعني يثبتني على دين الإسلام * (وجعلها كلمة باقية في عقبه) * يعني جعل تلك الكلمة ثابتة في نسله * (وذريته) * وهي كلمة التوحيد لا إله إلا الله * (لعلهم يرجعون) * عن كفرهم إلى الإيمان وقال قتادة هو التوحيد والإخلاص لا يزال في ذريته من يوحد الله تعالى ويعبده وقال مجاهد يعني كلمة لا إله إلا الله في عقبه وولده ويقال * (إنني براء) * يعني ذو البراء كما يقال رجل عدل ورجال عدل أي ذو عدل ثم قال * (بل متعت هؤلاء) * يعني أجلت هؤلاء وأمهلتهم يعني قومك * (وآباءهم حتى جاءهم الحق) * يعني القرآن ويقال الدعوة إلى التوحيد * (ورسول مبين) * يعني بين أمره بالدلائل والحجج ويقال * (مبين) * يعني بين لهم الحق من الباطل قوله تعالى * (ولما جاءهم الحق) * يعني القرآن * (قالوا هذا سحر وإنا به كافرون) * يعني جاحدين سورة الزخرف 31
(٢٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 ... » »»