تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٢٣٣
الأنبياء في العالم وإن أراد به أبا مريم فإنه اصطفى آله يعني مريم بولادة عيسى عليه السلام بغير أب ولم يكن ذلك لأحد في العالم وقال الكلبي يعني اختار هؤلاء الذين ذكروا في هذه الآية * (على العالمين) * يعني عالمي زمانهم سورة آل عمران الآيات 34 - 37 ثم قال تعالى (ذرية بعضها من بعض) يعني بعضهم على إثر بعض وقال بعضهم على دين بعض * (والله سميع) * لقولهم * (عليم) * بهم وبذنوبهم ويقال * (والله سميع عليم) * انصرف إلى ما بعده يعني سميع لقول امرأة عمران " إذا قالت امرأة عمران " وهي حنة أم مريم امرأة عمران بن ماثان وذلك أنها لما حبلت قالت لئن نجاني الله ووضعت ما في بطني لأجعلنه محررا والمحرر من لا يعمل للدنيا ولا يتزوج ويتفرغ لعمل الآخرة ويلزم المحراب فيعبد الله تعالى فيه وهذا قول مقاتل وقال الكلبي * (محررا) * أي خادما لبيت المقدس ولم يكن محررا إلا الغلمان وقال أهل اللغة المحرر والعتيق في اللغة بمعنى واحد فقال لها زوجها إن كان الذي في بطنك أنثى والأنثى عورة فكيف تصنعين فاهتمت بذلك وقالت يا * (رب إني نذرت لك) * وأنت تعلم * (ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع) *) لدعائي * (العليم) * بنيتي وما في بطني * (فلما وضعتها) * يعني ولدت فإذا هي أنثى * (قالت رب إني وضعتها أنثى) * يعني ولدتها جارية * (والله أعلم بما وضعت) * قرأ ابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر * (والله أعلم بما وضعت) * بجزم العين وضم التاء يعني أن المرأة قالت والله أعلم بما وضعت والباقون بنصب العين وجزم التاء فيكون هذا قول الله إنه يعلم بما وضعت تلك المرأة ثم قال تعالى * (وليس الذكر كالأنثى) * قال بعضهم هذا قول الله لمحمد صلى الله عليه وسلم * (وليس الذكر كالأنثى) * يا محمد في الخدمة وقال بعضهم هي كلمة المرأة أنها قالت * (وليس الذكر كالأنثى) * في الخدمة وقال مقاتل فيها تقديم فكأنه يقول قالت رب أبي وضعتها أنثى وليس الذكر كالأنثى * (والله أعلم بما وضعت) * ثم قالت حنة * (وإني سميتها مريم) * يعني خادم الرب بلغتهم * (وإني أعيذها بك) * يعني أعصمها وأمنعها بك * (وذريتها) * إن كان لها
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»