ذرية * (من الشيطان الرجيم) * يعني الملعون ويقال المطرود من رحمة الله ويقال * (الرجيم) * بمعنى المرجوم كما قال " وجعلنها رجوما للشيطين " الملك 5 قال حدثنا أبو الليث قال حدثنا الخليل بن أحمد القاضي قال حدثنا أبو العباس قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ما من مولود يولد إلا والشيطان ينخسه حين يولد فيستهل صارخا من الشيطان إلا مريم وابنها قال أبو هريرة اقرؤوا إن شئتم * (وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم) * وقال الزجاج معنى قوله * (إذ) * يعني إن الله اختار آل عمران * (إذ قالت امرأة عمران) * واصطفاهم إذ قالت الملائكة وقال أبو عبيدة معناه قالت امرأة عمران وقالت الملائكة و * (إذ) * زيادة وقال الأخفش معناه واذكر إذ قالت امرأة عمران واذكر إذ قالت الملائكة ثم إن حنة لفتها في خرق ثم ضعتها في بيت المقدس عند المحراب واجتمعت القراء أي الزهاد فقال زكريا أنا أحق بها لأن خالتها عندي فقال القراء إن هذه محررة فلو تركت لخالتها لكانت أمها أحق بها ولكن نتساهم فخرجوا إلى عين سلوان فألقوا أقلامهم في النهر قال بعضهم كانت أقلامهم من الشبه فغابت أقلامهم في الماء وبقي قلم زكريا على وجه الماء وقال بعضهم كانت أقلامهم من قصب فبقيت أقلامهم على وجه الماء وغاب قلم زكريا في الماء وقال بعضهم ألقوا أقلامهم في النهر فسال الماء بأقلامهم إلا قلم زكريا فإنه جرى من الجانب الأعلى فعلموا أن الحق له فضمها إلى نفسه فذلك قوله تعالى * (فتقبلها ربها بقبول حسن) * يعني تقبل منها نذرها * (وأنبتها نباتا حسنا) * وقال مجاهد غذاها غذاء حسنا ورباها تربية حسنة * (وكفلها زكريا) * قرأ حمزة والكسائي وعاصم بالتشديد يعني ضمها الله إلى زكريا وقرأ الباقون بالتخفيف يعني ضمها زكريا إلى نفسه وقرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص * (زكريا) * بغير مد وإعراب وجزم الألف وقرأ الباقون بالإعراب والمد وهما لغتان معروفتان عند العرب فمن قرأ * (كفلها) * بالتشديد قرأ زكريا بنصب الألف لأنه يصير مفعولا ومن قرأ * (كفلها) * بالتخفيف قرأ زكريا برفع الألف على معنى الفاعل وذكر في الخبر أن زكريا بنى لها محرابا في غرفة وجعل باب الغرفة في وسط الحائط لا يصعد إليها إلا بسلم واستأجر ظئرا فكان يغلق عليها الباب وكان لا يدخل عليها أحد إلا زكريا حتى كبرت وكانت إذا حاضت أخرجها إلى منزله فتكون عند خالتها وكانت خالتها امرأة زكريا وهذا قول الكلبي
(٢٣٤)