النبي صلى الله عليه وسلم الذي يخرج في آخر الزمان فلما دخلا عليه قالا له أنت محمد قال نعم قالا وأنت أحمد قال أنا محمد وأحمد قالا أخبرنا عن أعظم الشهادة في كتاب الله تعالى فنزلت هذه الآية " شهد الله أن لا إله إلا هو " إلى آخرها فأسلم الرجلان وصدقا أن الدين عند الله الإسلام وروي عن أبي عبيدة أنه قال * (شهد الله) * يعني علم الله وبين الله فالله عز وجل دل على توحيده لجميع ما خلق فبين أنه لا يقدر أحد أن يننشىء شيئا واحدا مما أنشأ الله تعالى وشهدت * (الملائكة) * لما علمت من عظيم قدرته وشهد * (أولو العلم) * بما ثبت عندهم وتبين عندهم وتبين من خلقه الذي لا يقدر غيره عليه وفي هذا الآية بيان فضل أهل العلم لأنه ذكر شهادة نفسه ثم ذكر شهادة الملائكة ثم ذكر شهادة أهل العلم ثم قال تعالى * (لا إله إلا هو العزيز الحكيم) * فشهد بمثل ما شهد من قبل لتأكيد الكلام وروي عن سعيد بن جبير أنه قال كان حول الكعبة ثلاثمائة وستون صنما لكل حي من العرب صنم أو صنمان فلما نزلت هذه الآية أصبحت تلك الأصنام كلها قد خرت ساجدة سورة آل عمران الآية 19 ثم قال عز وجل " إن الدين عن الله الإسلام " قرأ الكسائي إن * (الدين) * بالنصب على معنى البناء يعني شهدوا أنه لا إله إلا هو وأن الدين عند الله الإسلام وقرأ الباقون بالكسر على معنى الابتداء ومعناه أن الدين المرضي عند الله الإسلام * (وما اختلف الذين أوتوا الكتاب) * في هذا الدين * (إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم) * يعني بيان أمر محمد صلى الله عليه وسلم وهم اليهود والنصارى فلما بعث الله تعالى محمدا كفروا حسدا منهم هكذا قال مقاتل ويقال إنهم كانوا مسلمين وكانوا يسمون بذلك وكان عيسى عليه السلام سمى أصحابه مسلمين فحسدتهم اليهود لمشاركتهم في الاسم فغيروا ذلك الاسم وسموا يهودا وأما النصارى فغيرهم عن ذلك الاسم بولس وسماهم نصارى فذلك قوله تعالى * (وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم) * يعني غيروا الاسم حسدا منهم ثم قال تعالى * (ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب) * لأنه قد جاء في آية أخرى * (وما أمر الساعة إلا كلمح البصر) * يعني سريع المجازاة ويقال * (سريع الحساب) * يعني سريع المجازاة ويقال سريع التعريف للعامل عمله لأنه عالم بجميع ما عملوا لا
(٢٢٦)