تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٢٢٣
سفيان بن حرب مع ذلك العير فرجع إلى مكة وحثهم على الخروج ولم يكن حاضرا وقت الحرب وإنما قال الكلبي في كتابه نزلت في جمع أبي سفيان وأصحابه لأن أبا سفيان هو الذي حثهم على الخروج ولم يخرج معهم ثم قال تعالى * (والله يؤيد بنصره من يشاء) * يعني يقوي بنصرته وهم أهل بدر فأرسل إليهم الملائكة وهزم المشركين * (إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار) * يعني لمن ينصر الحق سورة آل عمران الآيات 14 - 17 قوله تعالى * (زين للناس حب الشهوات) * أي حسن وحبب إليهم وقد يكون التزيين من الله تعالى كما قال في آية أخرى * (زينا لهم أعمالهم) * النمل 4 وقد يكون من الشيطان كما قال في آية أخرى * (وزين لهم الشيطان أعمالهم) * النمل 24 فأما التزيين من الله تعالى فهو على وجهين يكون على جهة الامتحان للمؤمنين مع العصمة وقد يكون للكفار على جهة العقوبة مع الخذلان وأما التزيين من الشيطان فهو على جهة الوسوسة فقال " زين للناس حب الشهوات مع النساء والبنين " بدأ بالنساء لأن النساء أشد من فتنة جميع الأشياء كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما تركت لأمتي فتنة أشد من فتنة النساء ولأن النساء فتنتهن ظاهرة من وقت آدم عليه السلام إلى يومنا هذا ويقال في النساء فتنتان وفي الأولاد فتنة واحدة إحداهما أنها تؤدي إلى قطيعة الرحم لأن المرأة تأمر زوجها بقطيعة الرحم عن الأمهات والأخوات والثانية يبتلي لجمع المال من الحلال والحرام وأما البنون فإن الفتنة فيهم واحدة وهي ما ابتلي به من جمع المال لأجلهم فذكر البنين وأراد به الذكور والإناث وقال بعض الحكماء أولادنا فتنة إن عاشوا فتنونا وإن ماتوا أحزنونا ثم قال عز وجل * (والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة) * عن الفراء أنه قال القناطير جمع قنطار والمقنطرة جمع الجمع فيكون تسع قناطير
(٢٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 ... » »»