تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٢٣٠
أقصر ما يكون وهو قول الكلبي ويقال * (تولج الليل في النهار) * يعني تذهب بالليل وتجيء بالنهار وتذهب بالنهار وتجيء بالليل هكذا إلى أن تقوم الساعة ثم قال * (وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي) * فقرأ نافع وحمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص * (الميت) *) بالتشديد وقرأ الباقون * (الميت) * بالتخفيف وهما لغتان ومعناهما واحد قال الكلبي يعني تخرج البيضة وهي ميتة من الطير وهو حي وتخرج النطفة وهي ميتة من الإنسان الحي وتخرج الطير الحي من البيضة الميتة وتخرج الإنسان الحي من النطفة الميتة وتخرج الحبة من السنبلة وقال الحسن البصري يخرج المؤمن من الكافر ويخرج الكافر من المؤمن ويقال يخرج الجاهل من العالم ويخرج العالم من الجاهل وروى معمر عن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على بعض نسائه فإذا بامرأة حسنة الهيئة فقال من هذه قالوا إحدى خالاتك قال ومن هي قالوا هي خالدة بنت الأسود بن عبد يغوث فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله الذي يخرج الحي من الميت وكانت امرأة صالحة وكان أبوها كافرا ثم قال تعالى " وترزق من تشاء يغير حساب " يعني من غير أن تحاسب في الإعطاء فكأنه يقول ليس فوقه من يحاسبه في الإعطاء كما قال تعالى " لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون " الأنبياء 23 ويقال بغير تقتير ويقال بغير حسبان كما قال وترزقه من حيث لا يحتسب سورة آل عمران 28 وقوله تعالى " لا يتخذ المؤمنون الكافري أولياء " قال ابن عباس في رواية أبي صالح نزلت في شأن المنافقين عبد الله بن أبي ابن سلول وأصحابه من أهل النفاق وقد أظهروا الإسلام والإيمان فكانوا يتولون اليهود في العون والنصرة ويأتونهم بالأخبار ويرجون أن يكون لهم ظفر على محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه وقال مقاتل نزلت في شأن حاطب بن أبي بلتعة وغيره ممن كانوا يظهرون المودة لكفار مكة فنهاهم الله تعالى عن ذلك فقال * (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء) * فهذا نهي بلفظ المغايبة يعني لا يتخذونهم أولياء في النصرة والعون " من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء " يعني ليس في ولاية الله ويقال ليس في دين الله من شيء لأن ولي الكافر يكون راضيا بكفره ومن كان راضيا بكفره
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»