تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٥٦٣
بسم الله الرحمن الرحيم لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة * (1) * رسول من الله يتلوا صحفا مطهرة * (2) * فيها كتب قيمة * (3) * وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة * (4) * وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة * (5) * إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية * (6) * إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية * (7) * جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه * (8) * (99) سورة الزلزلة مدنية وآياتها 8 نزلت بعد النساء بسم الله الرحمن الرحيم إذا زلزلت الأرض زلزالها * (1) * وأخرجت الأرض أثقالها * (2) * وقال الانسان ما لها * (3) * يومئذ تحدث أخبارها * (4) * بأن ربك أوحى لها * (5) *
____________________
(98 - سورة البينة ثماني آيات أو تسع مدنية) (بسم الله الرحمن الرحيم) (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب) اليهود والنصارى (والمشركين) عبدة الأصنام (منفكين) عن كفرهم أو وعدهم باتباع الرسول إذا جاءهم (حتى تأتيهم البينة) الحجة الواضحة وهي محمد (رسول من الله) بدل من البينة (يتلو صحفا) أي ما تتضمنه لأنه كان أميا (مطهرة) من الباطل لا يمسها إلا المطهرون (فيها كتب قيمة) مكتوبات مستقيمات بالحق (وما تفرق الذين أوتوا الكتاب) عما اجتمعوا عليه من كفرهم بأن آمن بعضهم أو عن وعدهم باتباع الرسول بأن يثبتوا على الكفر (إلا من بعد ما جاءتهم البينة) كقوله فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به وخص أهل الكتاب بمزيد التوبيخ لعلمهم ويلزمه كون المشركين أولى بالتفرق لجهلهم (وما أمروا) بما أمروا به من كتبهم (إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) من الشرك والرياء (حنفاء) مائلين عن الأديان الباطلة (ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة) الملة المستقيمة (إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها) حال مقدرة (أولئك هم شر البرية (1)) الخليقة (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية (1)) قدم مدحهم مبالغة (جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها) جمعت مضافة وموصوفة بما به يتم نعيمها مبالغة (أبدا) تأكيد لخلودهم (رضي الله عنهم) بطاعتهم (ورضوا عنه) بثوابه (ذلك) المعدود من الجزاء والرضوان (لمن خشي ربه) فأطاعه ولم يعصه.
(99 - سورة الزلزلة ثماني آيات أو تسع مدنية أو مكية) (بسم الله الرحمن الرحيم) (إذا زلزلت الأرض) أرجفت لقيام الساعة (زلزالها) المستوجبة له أو المقدر لها أو العام لجميعها (وأخرجت الأرض أثقالها) ما في بطنها من الكنوز أو الموتى أحياء على ظهرها (وقال الإنسان) وقال الجنس أو الكافر بالبعث لأن المؤمن به يعلمه (ما لها) تعجبا من حالها (يومئذ) بدل من إذا أو ناصبها (تحدث أخبارها) تخبر بلسان حالها بقيام الساعة أو ينطقها الله فتخبر بما عمل عليها (بأن) تحدث بسبب أن (ربك أوحى لها) إليها أمرها بذلك...

(1) البريئة.
(٥٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 558 559 560 561 562 563 564 565 566 567 568 ... » »»