تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٥٥٧
(89) سورة الفجر مكية وآياتها 30 نزلت بعد الليل بسم الله الرحمن الرحيم والفجر * (1) * وليال عشر * (2) * والشفع والوتر * (3) * والليل إذا يسر * (4) * هل في ذلك قسم لذي حجر * (5) * ألم تر كيف فعل ربك بعاد * (6) * إرم ذات العماد * (7) * التي لم يخلق مثلها في البلد * (8) * وثمود الذين جابوا الصخر بالواد * (9) * وفرعون ذي الأوتاد * (10) * الذين طغوا في البلد * (11) * فأكثروا فيها الفساد * (12) * فصب عليهم ربك سوط عذاب * (13) * إن ربك لبالمرصاد * (14) * فأما الانسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن * (15) * وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن * (16) * * (كلا بل لا تكرمون اليتيم * (17) * ولا تحضون على طعام المسكين * (18) * وتأكلون التراث أكلا لما * (19) * وتحبون المال حبا جما * (20) * * (كلا إذا دكت الأرض دكا دكا * (21) * وجاء ربك والملك صفا صفا * (22) * وجاء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان وأنى له الذكرى * (23) * يقول يا ليتني قدمت
____________________
(89 - سورة الفجر تسع وعشرون أو ثلاثون أو اثنتان وثلاثون آية مكية) (بسم الله الرحمن الرحيم) (والفجر) الصبح وصلاته وقد يخص بفجر عرفة أو النحر لقوله (وليال عشر) أي عشر ذي الحجة أو عشر رمضان الأخيرة ونكرت تعظيما (والشفع والوتر (1)) أي الأشياء كلها زوجها ووترها أو نفس العدد أو الخلق لقوله تعالى ومن كل شئ خلقنا زوجين والخالق لأنه فرد أو شفع الصلاة وترها أو يوم النحر وعرفة روي ذلك عن النبي والأئمة (عليهم السلام) (والليل إذا يسر (2)) يمضي كإذ أدبر أو يسري فيه وحذف الياء اكتفاء بالكسرة (هل في ذلك) القسم (قسم لذي حجر) عقل (ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم) عطف بيان لعاد (ذات العماد) أي كانوا بدويين أو الأجساد الطوال أو الشرف والنعمة أو البناء الرفيع (التي لم يخلق مثلها في البلاد وثمود الذين جابوا الصخر) قطعوه ونحتوه بيوتا (بالواد (3)) وادي القرى (وفرعون ذي الأوتاد) التي يعذب بها أو الجنود الكثيرة المثبتة لملكه (الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد) القتل والظلم (فصب عليهم ربك سوط عذاب) أي عذابا متواترا تواتر السوط على المضروب أو استعير السوط لعذاب الدنيا (إن ربك لبالمرصاد) يرصد الأعمال فلا يفوته شئ منها (فأما الإنسان) الجنس أو الكافر (إذا ما ابتلاه ربه) اختبره بالغنى (فأكرمه ونعمه) بالمال وغيره (فيقول ربي أكرمن (4)) أعطاني لكرامتي عليه (وأما إذا ما ابتلاه) بالفقر (فقدر) بالتخفيف والتشديد ضيق (عليه رزقه فيقول ربي أهانن (5)) بالتضييق عليه زاعما أن الغنى للكرامة والفقر للهوان (كلا) ردع عن ذلك (بل لا تكرمون (6) اليتيم) إضراب إلى ما هو شر من ذلك القول أي لا تحسنون إليه مع غناكم (ولا تحاضون) لا تحثون أنفسكم ولا غيركم (على طعام المسكين) أي إطعامه (وتأكلون (7) التراث) الميراث (أكلا لما) ذا لم أي جمع لجمعهم نصيب النساء والصبيان مع نصيبهم ويأكلون الكل (وتحبون (8) المال حبا جما) كثيرا شديدا وقرئ بالياء في الأفعال الأربعة (كلا) ردع لهم عن ذلك (إذا دكت الأرض) بالزلزلة (دكا دكا) متكررا حتى سقطت جبالها (وجاء ربك) أمره أو قهره أو آيات قدرته (والملك) الملائكة (صفا صفا) مصطفين صفوفا مرتبة (وجئ يومئذ بجهنم) تجر بسبعين ألف زمام كل زمام بأيدي سبعين ألف ملك لها تغيظ وزفير (يومئذ يتذكر الإنسان) سيئاته أو يتعظ (وأنى له الذكرى) أي منفعتها (يقول) تحسرا: (يا ليتني قدمت) خيرا...

(1) والوتر: بكسر الواو -.
(2) يسرى في الحالين.
(3) بالوادي.
(4) ربي أكرمني.
(5) ربي أهاننى.
(6) يكرمون.
(7) محصنون: بفتح أوله وضم الحاء.
(8) ويأكلون.
(9) ويحبون.
(٥٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 552 553 554 555 556 557 558 559 560 561 562 ... » »»