تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٥٥٥
إن كل نفس لما عليها حافظ * (4) * فلينظر الانسان مم خلق * (5) * خلق من ماء دافق * (6) * يخرج من بين الصلب والترائب * (7) * إنه على رجعه لقادر * (8) * يوم تبلى السرائر * (9) * فما له من قوة ولا ناصر * (10) * والسماء ذات الرجع * (11) * والأرض ذات الصدع * (12) * إنه لقول فصل * (13) * وما هو بالهزل * (14) * إنهم يكيدون كيدا * (15) * وأكيد كيدا * (16) * فمهل الكافرين أمهلهم رويدا * (17) * (87) سورة الاعلى مكية وآياتها 19 نزلت بعد التكوير بسم الله الرحمن الرحيم سبح اسم ربك الأعلى * (1) * الذي خلق فسوى * (2) * والذي قدر فهدى * (3) * والذي أخرج المرعى * (4) * فجعله غثاء أحوى * (5) * سنقرئك فلا تنسى * (6) * إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى * (7) * ونيسرك لليسرى * (8) * فذكر إن نفعت الذكرى * (9) * سيذكر من يخشى * (10) * ويتجنبها الأشقى * (11) * الذي يصلى النار الكبرى * (12) * ثم لا يموت فيها ولا يحيى * (13) * قد أفلح من تزكى * (14) * وذكر اسم ربه فصلى * (15) *
____________________
(إن) مخففة أي إن الشأن (كل نفس لما (1) عليها حافظ) اللام فارقة وما زائدة أي ملك يحصي عملها أو يحفظ رزقها وأجلها وقرئ لما بالتشديد بمعنى إلا وإن نافية (فلينظر الإنسان) نظر اعتبار في مبدئه (مم (2) خلق خلق من ماء دافق) ذي دفق أي صب بدفع من الزوجين في الرحم (يخرج من بين الصلب) من الرجل (والترائب) من المرأة وهي عظام الصدر (إنه) أي الخالق لدلالة الخلق عليه (على رجعه) إعادته (لقادر) كما قدر على بدئه (يوم) ظرف رجعة (تبلى السرائر) تختبر وتظهر الضمائر وخفايا الأعمال من خير وشر (فما له) للإنسان (من قوة) يمتنع بها (ولا ناصر) يمنعه (والسماء ذات الرجع) المطر لرجوعه حينا فحينا أو النيرات ترجع بعد مغيبها (والأرض ذات الصدع) الشق بالنبات والأنهار (إنه) أي القرآن (لقول فصل) فاصل بين الحق والباطل (وما هو بالهزل) باللعب بل هو الجد (إنهم) أي الكفار (يكيدون كيدا) يحتالون في إبطال أمرك (وأكيد كيدا) أقابل كيدهم (فمهل الكافرين أمهلهم) تأكيد (رويدا) إمهالا قليلا أجله يوم بدر أو القيامة.
(87 - سورة الأعلى تسع عشرة آية مكية) (بسم الله الرحمن الرحيم) (سبح اسم ربك الأعلى) نزه اسمه عما لا يليق به من معاني أسماء المخلوقين أو نزه ربك والاسم مقحم (الذي خلق) كل شئ فسوى) خلقه بجعله مستعدا للكمال اللائق به (والذي قدر (3)) لكل مخلوق ما يصلح له (فهدى) دله على نفعه وضره (والذي أخرج المرعى) أنبت الكلأ للنعم (فجعله) بعد خضرته (غثاء) يابسا (أحوى) أسود ليبسه أو لشدة خضرته (سنقرئك) القرآن بقراءة جبرئيل (فلا تنسى) ما نقرأه وهذا إعجاز لكونه أميا (إلا ما شاء الله) نسيانه بأن نسخ تلاوته أو أريد به التبرك (إنه يعلم الجهر وما يخفى) الظاهر والباطن (ونيسرك لليسرى) هي حفظ القرآن أو الشريعة السهلة وهي أيسر الشرائع (فذكر) بالقرآن (إن نفعت الذكرى) أي وإن لم تنفع فحذف للعلم به أو اشتراط ذلك في تكريره مع حصول اليأس من البعض أو قصد به ذمهم بأن الذكرى لا تنفعهم كقولك عظة إن اتعظ أي لا يتعظ (سيذكر) سيتعظ بها (من يخشى) الله (ويتجنبها) أي الذكرى (الأشقى الذي يصلى النار الكبرى) جهنم أو السفلى من أطباقها (ثم لا يموت فيها) فيستريح (ولا يحيى) حياة هنيئة (قد أفلح) فاز (من تزكى) تطهر من الشرك والمعاصي أو آتى الزكاة أو الفطرة (وذكر اسم ربه) بأن وحده أو كبر للتحريم أو للعيد (فصلى) الصلوات الخمس أو صلاة العيد...

(1) لما " بفتح الميم مخففة.
(2) ممه " بسكون الهاء ".
(3) قدر " بفتحات والدال مخففة ".
(٥٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 550 551 552 553 554 555 556 557 558 559 560 ... » »»