____________________
(77 - سورة المرسلات خمسون آية مكية) بسم الله الرحمن الرحيم) (والمرسلات عرفا فالعاصفات عصفا والناشرات نشرا فالفارقات فرقا فالملقيات ذكرا) أقسم بطوائف الملائكة المرسلة بأوامره متتابعة كعرف الفرس أو للمعروف فعصفن كالرياح ممتثلات أمره ونشرن الشرائع في الأرض أو أجنحتهن نازلات بالوحي ففرقن بين الحق والباطل فألقين ذكرا إلى الأنبياء أو بآيات القرآن المرسلة بكل عرف إلى محمد فعصفت بسائر الكتب بالفسخ ونشرت أنوار الهدى في القلوب ففرقت بين الحق والباطل فألقت الذكر إلى النبي وقيل الثلاث الأول أو الأوليان للرياح والباقيتان أو البواقي للملائكة (عذرا (1)) للمحققين (أو نذرا (2)) للمبطلين (إنما توعدون) من البعث والجزاء (لواقع) كائن لا محالة (فإذا النجوم طمست) محق نورها (وإذا السماء فرجت) شقت (وإذا الجبال نسفت) ذريت كحب نسف بمنسف (وإذا الرسل أقتت (3)) عرفت وقت شهادتهم على أممهم (لأي يوم أجلت) أخرت وضرب الأجل لجمعهم تهويل وتعجيب منه (ليوم الفصل) بين الخلائق (وما أدراك ما يوم الفصل) زيادة تهويل لشأنه (ويل يومئذ للمكذبين) بذلك كرر تجديدا للتهديد وتأكيدا للوعيد (ألم نهلك الأولين) بتكذيبهم (ثم نتبعهم) أي نحن (الآخرين) ممن كذبوا كفار مكة (كذلك) الفعل أي الإهلاك (نفعل بالمجرمين ويل يومئذ للمكذبين) بآياتنا (ألم نخلقكم من ماء مهين) مني قذر حقير (فجعلناه في قرار مكين) حريز هو الرحم (إلى قدر) مقدار من الوقت (معلوم) عند الله للولادة (فقدرنا (4)) على ذلك أو فقدرناه ليوافق قراءة التشديد (فنعم القادرون) نحن (ويل يومئذ للمكذبين) بقدرتنا (ألم نجعل الأرض كفاتا) مصدر كفت أي ضم (أحياء) على ظهرها (وأمواتا) في بطنها ونصب على المفعولية لكفاتا ونكر تفخيما (وجعلنا فيها رواسي شامخات) جبالا ثوابت عوالي (وأسقيناكم ماء فراتا) عذبا (ويل يومئذ للمكذبين) بهذه النعم ويقال (انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون) من العذاب (انطلقوا إلى ظل) هو دخان جهنم (ذي ثلاث شعب لا ظليل ولا يغني من اللهب) يتشعب لعظمته أو يحيط بهم يمينا وشمالا ومن فوقهم وقيل هو النار (إنها) أي الشعب أو النار (ترمي بشرر) وهو ما تطاير منها (كالقصر) في عظمته (كأنه) في اللون والكثرة والتتابع والاختلاط والسرعة (جمالة) جمع جمال وقرئ جمالات (صفر) فإن النار صفراء وقيل سوداء إذ سواد الإبل يشوبه صفرة وقرئ جمالات بالضم جمع جمالة ما غلظ من جبال السفن شبه بها في امتداده (ويل يومئذ للمكذبين هذا يوم لا ينطقون) بما ينفعهم فنطقهم كلا نطق أو بشئ دهشة وحيرة وهذا في موطن ويختصمون في آخر...